18 نونبر عيد إستقلال المملكة المغربية الشريفة
يحتفل الشعب المغربي في الثامن عشر نونبر من كل سنة بذكرى الاستقلال ورفع الحماية الفرنسية عن المغرب ،ومن خلال تخليده لهذه الذكرى البارزة في تاريخه المعاصر يستحضر المغرب كل سنة روح رمز الكفاح وبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس الذي قاد ثورة المغرب على سلطات الحماية وهي الثورة التي ألهمت شعوبا كثيرة في نضالها من أجل الحرية والانعتاق من الاستعمار البغيض.
فمنذ اعتلائه العرش في 18 نونبر 1927 خلفا للسلطان مولاي يوسف أعطى جلالة المغفور له محمد الخامس اشارات متعددة على رفضه مسايرة مخططات الحماية واصراره على مقاومة المستعمر.
ولم يستسلم الملك محمد الخامس لتهديدات السلطات الاستعمارية بخلعه في حالة لم يتبرأ من المقاومة وتنظيماتها وقياداتها الميدانية حيث أصر جلالته طيلة محنة الحماية على دعم المطالب المشروعة للحركة الوطنية علانية وهو يعلم بالتأكيد أن الاحتلال الفرنسي قد لا يتورع عن القيام باي فعل انتقامي ضده.
وبالفعل فقد أقدمت سلطات الاحتلال الفرنسي على تنفيذ تهديداتها وقامت بنفي جلالة المغفور له محمد الخامس في 20 غشت 1953 الى جزيرة كورسيكا ومنها الى مدغشقر لكنها لم تكن تدري أنها بذلك دقت آخر مسمار في نعشها وعجلت بالتالي موعد بزوغ فجر استقلال المغرب.
لقد كان نفي محمد الخامس يعني بالنسبة للمغاربة والحركة الوطنية خصوصا انتقال سلطات الحماية الى السرعة القصوى في القضاء على مقومات الدولة المغربية لذلك جاء رد الفعل قويا ولم يكن بالامكان ايجاد وصف له افضل من كونه “ثورة ملك وشعب”.
وكان لرمزية ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال والرد الشعبي المغربي على هذا العمل تأثيرا واسعا على الصعيد الدولي وخصوصا العربي مما أعطى لمطلب الاستقلال دعما كبيرا وزخما أكبر.
وقد توجت «ثورة الملك والشعب» برضوخ الاستعمار الفرنسي لارادة الملك والشعب في استرجاع السيادة المغربية حيث عاد جلالة المغفور له محمد الخامس الى ارض الوطن في 16 نونبر 1955 وهو الحدث الذي لم يحتمل انذاك سوى قراءة واحدة تتمثل في ان المغرب قد شق طريق الاستقلال والحرية.
واليوم بالرغم من مرور حوالي نصف قرن على هذه الوقائع التاريخية فان مركزية هذه الحقبة في التاريخ المعاصر للمملكة تجعل من الضروري على كل من يرغب في فهم مغرب اليوم ان يتفحص احداث هذه الحقبة وطبيعة رجالاتها وعلى رأسهم جلالة المغفور له محمد الخامس ..فكثير من الاحداث التي يعرفها المغرب حاليا ما زالت تجد جذورها في مغرب المقاومة ذاك. فلا غرو إذن أن يرتبط على الدوام احتفال الشعب المغربي بعيد الاستقلال باستحضار رمز هذا الاستقلال وبطله محمد الخامس طيب الله تراه.
مملكتنا.م.ش.س