قمة باريس للمناخ محطة حاسمة في إتجاه مكافحة التغييرات المناخية

الإثنين 30 نوفمبر 2015 - 07:24

قمة باريس للمناخ محطة حاسمة في إتجاه مكافحة التغييرات المناخية

يعول العالم على قمة باريس لحل مشكلة التغيرات المناخية، التي تعد أحد أكبر رهانات وتحديات القرن الحادي والعشرين. وإن كانت المؤشرات لا تنذر بإمكانية التوصل إلى أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف في ظل استمرار الخلافات وغياب الحلول الواقعية، فإن تنامي الظواهر المناخية القصوى وتداعياتها الخطيرة المرتقبة قد تدفع قادة العالم إلى البحث جديا عن حلول.

مع تطور التكنولوجيا والصناعة، ازداد أثر الفعل الإنساني في المعادلات البيئية والطبيعية، وباتت أغلب التغيرات المناخية السلبية، تحدث جراء النشاط البشري وتداعياته.

إذ ثبت أن المراكز الحضرية تساهم بنسبة 70 بالمئة من إنتاج الغازات الحرارية الحالية، خاصة مع تأكيد ارتفاع معدلات تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤثر في طبيعة التغيرات الطبيعية على غرار ارتفاع درجات الحرارة، والذي يجعل الأرض عرضة لمخاطر وكوارث بيئية، بحسب التقرير الصادر عن دائرة “مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث” والذي يشير أيضا إلى أن 90 بالمئة من الكوارث الكبرى على مدى العشرين سنة الماضية، نجمت عن 6.457 حالة من الفيضانات، وموجات الحر، والأعاصير.
كما تأكد أيضا ارتفاع مستوى المحيطات على سطح الكرة الأرضية، وتسارع ذوبان الجرف الجليدي في القطب الشمالي، كحقائق لا يمكن الطعن فيها، وغيرها من الأحداث المتعلقة بالطقس التي تكبد الاقتصاد العالمي خسارات بالمليارات من الدولارات، وتهدد صحة البشر، وإنتاج الغذاء المرتبط إلى حد بعيد بالإنتاجية الزراعية والتقلبات السنوية لمعدلات سقوط الأمطار.

ويخلص التقرير المعنون “التكلفة البشرية للكوارث المتصلة بالطقس” إلى أن العديد من الدول باتت مرشحة لأكبر عدد من الكوارث، ولعل أخطرها التقديرات بأن ثلثي البشرية من أصل 9 مليارات نسمة في عام 2050 ستجد نفسها مهددة بهذه التحولات المناخية، فضلا عن احتمالات غرق مدن كبيرة مثل نيويورك، وأمستردام، ومرسيليا، وقناة السويس، وأجزاء ساحلية كبيرة من بنغلاديش وسيريلانكا، بمجرد ارتفاع منسوب المياه نصف متر إلى ثلاثة أمتار. وتعد سواحل أراضي قطر، والكويت، وتونس، والإمارات العربية المتحدة من بين الأراضي التي يمكن أن تتأثر بارتفاع مستوى البحار سلبيا، إلى جانب أراضي دلتا النيل، وهي من أجود الأراضي الزراعية في مصر.

وأثبتت غالبية التقارير أن ارتفاع السخونة والحرارة له علاقة بتغير المناخ في مناطق شاسعة من العالم، وهو ما يفاقم من أزمة شح المياه العذبة، والتصحر بسبب قلة التساقطات المطرية، حيث تستهلك مصر، وليبيا، ودول الخليج، والأردن وفلسطين، ولبنان 95 بالمئة من مواردها السنوية.

ومن مشكلات متغيرات المناخ أيضا ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض تدريجيا بعوامل طبيعية وبشرية تؤدي إلى تغير المناخ بفضل تراكم انبعاثات غازات حرارية باستخدام الطاقة الأحفورية ( بترول، وفحم، وغاز)، مما يؤدي في العموم إلى ارتفاع يتراوح بين 0،2 و0،4 درجة مئوية، وتزحزح نطاقات التساقطات المطرية شمالا، وارتفاع حرارة سيبيريا، وكندا، والقطب الشمالي، فيما يزداد تلوث الأنهار الدولية كالراين، والفولجا، والميسيسيبي، والدانوب والنيل، حيث تتوقع العديد من الدراسات ارتفاع سطح البحر 59 سنتمترا عام 2100 في منطقة الإسكندرية مثلا، فضلا عن متغيرات الرياح، والأمطار، وزيادة التبخر، مما يهدد بزيادة البعوض والأمراض، وتأثر الشعاب المرجانية، واحتمالات جفاف العديد من المناطق العربية، الأمر الذي سيرفع من استهلاك الطاقة جراء ازدياد الضغط على استعمالها في التكييف وحفظ الأغذية والسياحة الترفيهية.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 13 فبراير 2025 - 23:07

القاهرة .. المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية يهنئ المغرب بمناسبة احتضانه لكأس العالم 2030

الخميس 13 فبراير 2025 - 22:27

انعقاد أعمال الدورة الـ 115 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية على مستوى كبار المسؤولين بمشاركة المغرب

الخميس 13 فبراير 2025 - 15:19

باريس .. السيدة السغروشني تعقد لقاء عمل مع المديرة العامة المساعدة للعلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو

الخميس 13 فبراير 2025 - 13:46

السيد بنسعيد يبرز بجدة دور جلالة الملك في الدعم الدائم للقضية والشعب الفلسطينيين