المرأة الصحـــراوية رمز الهويّة الثقافية المغربية المتعددة الروافــــــد
للمرأة الصحراوية مكانة كبير داخل مجتمع البيظان لما تحظى به منذ القدم بالتقدير والاحترام الذي رسخته الأعراف والتقاليد، حيث تعتبر المرأة في الموروث الثقافي الحساني إنسانة خلقت من أجل التبجيل والإكرام.
وتعتبر المرأة الصحراوية المغربية إحدى مكونات الهويّة الثقافية المغربية متعددة الروافد، وبانفتاح المرأة الصحراوية على جميع الثقافات والحضارات دون الانسلاخ عن هويّتها التقليدية الأصيلة، جعل منها مصدر قوة داخل المجتمع النسائي المغربي.
وحول هذا الجانب قالت أمينة التوبالي رئيسة المكتب الوطني لمنتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة، والكاتبة العامة للجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان في حديث مع الـ”العرب” إن المجتمع الحساني أو مجتمع البيظان يعتبر المرأة ركيزة البيت حيث لا يصلح شأن إلا بمشاورتها كزوجة أو أمّ أو أخت أو بنت بمعنى أيّ مشروع لم تكن فيه استشارة لإحداهن أو هن معا فهو مهدد بالفشل.
المرأة الصحــــراوية المغــــــربية تعتبر إحدى مكونات الهويّة الثقافية المغربية متعددة الروافد، وبانفتاح المرأة الصحراوية على جميع الثقافات والحضارات دون الانسلاخ عن هويّتها التقليدية الأصيلــــــــــــة
وأضافت التوبالي أن المرأة الصحراوية تربت على حرية الاختيار واتخاذ القرارات في أمور تعنيها بشكل شخصي لكنها دائما مرتبطة بالقيم التي تمليها عليها التقاليد التي ورثتها وتعتبرها دستورا العمل به واجب.
وتابعت التوبالي أن المرأة الصحراوية تستمد قوة شخصيتها من البيئة التي نشــأت فيها حيث ينعدم العنف الأسري بشكــل نهائي.
ويندرج التغيير الذي عرفته المرأة الصحراوية في كونها عاشت مرحلة البداوة وأخرى تعيش التمدن، فالمرأة الصحراوية في البداية كانت تعيش في الخيمة وهي الناهي والآمر تهتم بزينتها وتترأس جلسات الشاي التي تعتبر بمثابة ورشات للنقاش وتبادل الحديث.
وتسهر على تربية أطفالها، وتتوزع المسؤوليات بينها وبين رب الأسرة، الذي يعتبر المسؤول عن كل الأمور خارج الخيمة كرعي الغنم والزراعة والبحث عن الماء والحطب وشراء المستلزمات، في حين تتكفل المرأة بإدارة كل ما في خيمتها وتنظيم مواقيت الأكل وحسن استقبال الضيوف.
وبالرغم من تطور المستوى المعيشي، فقد نقلت المرأة الصحراوية من البادية إلى المدينة حيث تغير فقط شكل المسكن من الخيمة إلى البيت.
وحول هذا التحول في مظهر السكن أوضحت ناشطة صحراوية أن المرأة الحسانية كانت جدّ منسجمة مع هذه الحداثة دون أن تنسلخ عن تراثها الأصيل سواء في الملبس أو في طقوس أخرى كجلسة الشاي الصحراوية الفريدة أو عوالم البخور والزينة والعطور التقليدية.
وأضافت الناشطة أن التغيير طال فقط المفروشات والمطبخ حيث انسجمت مع المحيط في استيراد بعض الأكلات المنتشرة في شمال المغرب التي لم تعرفها قبلا
وأخرى تعلمتها من المطبخ الأسباني والأفريقي (موريتانيا)، وينحصر ما تعلمته من مطبخ الآخرين فقط في إعداد الأرز بطريقتين.
من جهة أخرى، نبّه الناشط الحقوقي نوفل البوعمري، إلى الوضع الذي تعيشه المرأة داخل مخيمات تندوف، حيث تفتقد المرأة
في المخيمات إلى أبسط مقومات العيش الكريم.
وقال البوعمري هناك غياب لأبسط مقومات الحماية خاصة منها ما يتعلق بها كامرأة على مستوى الصحة الإنجابية، نظرا لانعدام وسائل طبية حمائية لها.
وأضاف البوعمري أن وضعية المرأة هناك لا يمكن فصلها عن وضعية المخيمات فهي تعيش على وقع أزمة مضاعفة أولى مرتبطة بها كامرأة والثانية مرتبطة بالمخيمات والمشاكل المختلفة التي تعيشها.
هذا وتبقى المرأة الحسانية، هي السيدة الأولى والأعظم شأنا من الرجل، لما تشغله من حيز كبير في الأمثال الشعبية الحسانية ما يؤكد على مكانتها العظيمة داخل المجتمع الصحراوي.
مملكتنا.م.ش.س