ثورة المــــــــلك والشعب الحـدث والمنطلــــــــــــــــــــــــق

الأحد 20 أغسطس 2017 - 15:22

ثورة المــــــــلك والشعب الحـدث والمنطلــــــــــــــــــــــــق

بعد زوال يوم 20 غشت 1953 طوقت الإقامة العامة للقصر الملكي بالرباط بقواتها العسكرية تنفيذا لأمر أقرته الحكومة الفرنسية يقضى بخلع جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، ونفيه إلى جزيرة كورسيكا بالبحر الأبيض المتوسط تمهيدا لنقله إلى منفى آخر.
    حدث هذا أثناء عيد الأضحى المبارك فأثار استياء واشمئزازا عند جميع مواطنينا.
   كان خلع جلالة محمد الخامس يعني في نظر الإستعمار خلع السيادة المغربية خلعا نهائيا.
   كان جلالته ملكا وطنيا محبوبا واكب الحركة الوطنية منذ نشوئها في مطلع الثلاثينات، وشجعها، ورعاها، وعطف عليها، وتعاون مع زعمائها ومسؤوليها تعاونا لم يرق الإستعمار، وكان يمثل السيادة المغربية تمثيلا حقيقيا فصار رمزا لها.
    طبعا، إن وجود ملك وطني على عرش المغرب لم يكن ليسر الإستعمار فدبر أمر خلعه.
    أراد الإستعمار أمرا سيئا للمغرب والمغاربة.
    وأراد مناضلونا أمرا آخر غيره، أرادوا أن يكون هذا اليوم منطلقا لثورتنا التحريرية التي طالما انتظرناها وتمنيناها من أجل استرداد استقلالنا.
    أراد الإستعمار أن يكون يوم حزن وأسى ويأس.
    وأراد مناضلونا أن يكون يوم أمل تشرق فيه شمس ثورتنا التحريرية تبشر مواطنينا في جميع ربوع المغرب، بالخلاص من قيود الإستعمار، والعزم على استرداد الإستقلال والكرامة.
    فكان ما أراده مناضلونا.
    وباء ما أراده الإستعمار بالخسران والفشل ثم بالهزيمة.
    وفي غمرة احتفال غلاة الإستعمار بنشوة انتصار مزعوم بدأت ثورتنا التحريرية في قاعدة نضالنا الوطني.
   كان مقاومونا هم الذين ينتقلون من مكان إلى آخر في التراب الوطني بحثا عن مآوي آمين فرارا من السلطات الاستعمارية فور افتضاح أمرهم.. أما بقية المواطنين فقد ظلوا مستقرين حيث هم، ولم تحدث هجرات مثل ما حدثت في بلاد أحرى: فلم تحدث أثناء المقاومة مشكلة لاجئين، وهذا يؤكد حب مواطنينا لترابنا الوطني وتعلقهم
به، وهي ميزة أخلاقية مثلى يجب أن نعتز بها ونحافظ عليها دائما.
   وأهم ما حدث هو أن مناضلينا في الخارج كانوا يأتون إلى المغرب ليسهموا بجهودهم في مقاومتنا، وهذا سعي مشكور منهم يحمد لهم ويستحقون عليه الثناء والتنويه.
    وفي طوفان الأهوال والحرب النفسية المسلطة على بلادنا، وأعمال القمع العنيفة، وتحركات القوات العسكرية والشرطة كانت معنويات مقاومينا عالية وكان صبر مواطنينا وصمودهم مثاليين.
   حقا، ما زال تاريخ مقاومتنا لم يكتب.. ولكنه وإن تأخرت كتابته يزخر بأحداث وعمليات في مستوى نظيراتها التي حدثت في المقاومات المعاصرة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، ومن حقنا وواجبنا أن نفتخر بها، فلقد عشناها وواكبناها، كان مقاومونا في المستوى النضالي المطلوب، كانوا عند حسن ظننا وعند حسن ظن التاريخ بهم، أبلوا البلاء الحسن، صبروا واستماتوا، واستشهد شهداؤنا أبطالا.

مملكتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)

الخميس 28 ديسمبر 2023 - 18:39

بوجدور .. وحدة تابعة للقوات المسلحة الملكية تقدم المساعدة لـ59 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء

الأحد 24 ديسمبر 2023 - 21:16

“M’otion” فضاء جديد بمراكش مخصص لكبار المبدعين المغاربة