استحقاقات انتخابية بخصوصية و سياق استثنائي

الأحد 29 أغسطس 2021 - 21:17

استحقاقات انتخابية بخصوصية و سياق استثنائي

 

مولاي ادريس بنفائدة، باحث في القانون العام و العلوم السياسية

ونحن خلال فترة الحملة الإنتخابية، برسم الإستحقاقات الجماعية و الجهوية و الجماعية، والتي سيعرفها المغرب خلال يوم واحد، نرصد عدد من الممارسات و الأمور التي أضفت طابعا استثنائيا و خاصا عن استحقاقات 2021.

تغيرات كبيرة على مستوى الحملات الإنتخابية، فرضتها تداعيات جائحة كورونا، والتطور التكنولوجي الكبير الذي حول جزء كبير من العمليات الدعائية من الفضاء الحقيقي للإفتراضي، حيث تشهد فضاءات التواصل الإجتماعي ذروة دعائية كبيرة لمختلف الأحزاب و المرشحين و الصفحات المسيرة من طرف المساندين أو المتعاطفين مع هذا اللون الحزبي أو ذاك.

الأثر الفوري للقوانين التنظيمية المتعلقة بالإنتخابات، رتب تصاعد كبير للمشاركة النسائية، حيث يتبين من خلال ملاحظة اللوائح المرشحة، العدد النسائي المرتفع بالمقارنة مع الإستحقاقات السابقة، بالرغم من التواجد الضعيف لهذه الفئة ضمن الجزء الأول من اللوائح المخصص للجنسين معا.

يلاحظ كذلك الإنخراط الكبير للفئات الشابة بمختلف مستوياتها الإقتصادية و الإجتماعية و الأكاديمية في العملية السياسية، رغم ترتيبها وترشحها النضالي بجل الجماعات ذات نظام الإقتراع اللائحي وضمن اللوائح الجهوية.

وعلى الرغم من هذا الإكراه يمكن اعتبار هذا المؤشر بداية للتغيير الحقيقي من داخل المؤسسات، كما يمكننا هذا المعطى من استشراف مشاركة شبابية قوية يوم الإقتراع، وهو الأمر الذي يسمح لنا بتوقع نسبة مشاركة مرتفعة نوعا ما.

تظهر كذلك المعطيات المتعلقة بالترحال السياسي، خصوصا خلال الزمن الإنتخابي، أن مفهوم الإديولوجيا و الإنتماء السياسي، والمشاريع المجتمعية في طريقها نحو الإندثار. حيث يظهر أن استحقاقات 2021، ستعرف منافسة شبه شخصية بخلفيات حزبية، دون التزام حزبي خارج الضوابط القانونية.

كما أن الفترة المخصصة لوضع الترشيحات، و الأيام الأولى للحملة الإنتخابية، أظهرت نوعا من الحياد الإيجابي للإدارة، حيث بعثت الوزارة الوصية العديد من الرسائل المطمئنة للفاعلين، عبر توقيف سيارات الجماعة و ممتلكات الدولة الموضوعة تحت تصرف المرشحين بحكم مواقعهم، وكذلك سهر كل الجهات المسؤولة عن سير العمليات الإنتخابية على ضمان تكافؤ الفرص و المساواة، واتخاذ عدد من التدابير و الإجراءات في حق بعض أعوان السلطة التي يخوض أقاربهم غمار المنافسة الإنتخابية في مناطق نفوذهم.

ملاحظات و أخرى تظهرها الفترة الإنتخابية، وتعاطي الفاعلين مع الزمن الإنتخابي، في أفق استحقاقات ديمقراطية و نزيهة، تعكس مستوى الدولة المغربية وعراقتها في الديمقراطية . . .

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي

الثلاثاء 26 أغسطس 2025 - 23:07

مهدي حيجاوي .. الكارثة الفكرية التي تظن نفسها مرجعاً أمنياً !

الإثنين 25 أغسطس 2025 - 16:13

الحلقة الثانية .. العمارة المتخيّلة هرم الظل في عالم الحيجاوي