العهد الذهبي للمملكة المغربية يتجسد في كل سنة في عيد العرش المجيد
بقلم الرحالي عبد الغفور
كاتب و محلل سياسي
فاس ـــ من عمق التاريخ، لأزيد من 14 قرن من الزمان و المكان تأسست و عاشت الدولة المدنية المغربية انطلاق من الدولة الأموية و انتهاء بالدولة العلوية الشريفة التي بزغ فجرها سنة 1666 ميلادية و تكيفت مع كل الضروف السياسية و الاقليمية و الدولية. بلد عربي امازيغي حساني الهوية تلاقحت فيه حضارات البحر الابيض المتوسط و اختلط شعبه مع محيطه بجدوره الافريقية و بعده الاورو متوسطي، كانت المملكة الشريفة ( l’empire chirifien ) أحد مراكز التجارة الاقليمية و مكان المعاهدات والاتفاقيات الدولية بين افريقيا و اوروبا الى باقي العالم .
تداول على حكم المغرب، كل من الامويين، الأدارسة، المرابطين، الموحدين، المرينيين، الوطاسيين، السعديين تم جأت دولة العلوية الشريفة التي اسست لمفهوم الدولة المركزية التي عملت على متوازيتين هامتين الأولى في تثبيت نظام الحكم و الثانية في صناعة دولة تحضى بالاحترام و الخصوصية في المحافل الدولية، بحيث كانت اتفاقية الصداقة الامريكية المغربية الموقعة سنة 1777 من طرف السلطان محمد الثلث بمثابة تحول جيو ستراتيجي و ديبلوماسي وطدت العلاقات بين المغرب و بلدان العالم .
المملكة المغربية، خلال مسارها في التاريخ و خصوصا في المرحلة العلوية الشريفة استطاعت ان يكون لها تأثير كبير في محيطها ، حيث عرف المغرب استقرارا سياسيا في نظام الحكم الى يومنا هدا لم تستطع كل الموجات المتعاقبة على المغرب من تغيير نظامه المبني على عقد البيعة اي عقد الثقة بين حكام المغرب و رعاياه. الدي اسس لفهوم الملكية الفردية و الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية و الإجتماعية.
اليوم كشعب مغربي متجدر في التاريخ، لا يزاولنا ادنى درة شك في اخلاصنا ملك و شعبا لثوابث و قيم المملكة ، و ما رسخ هدا الفكر هو انجازات و اوراش المؤسسة الملكية داخل و خارج المغرب ، و تركيز جلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده على الاستثمار في الرأسمال لامادي للمغرب و تجاوز اخفاقات الماضي بحزم و مسؤولية .
ما شهده المغرب مند 1999 من منجزات كان انطلاقة فعلية للمملكة نحو مصاف الدول المتقدمة ، و الدي يرتكز على نظام المؤسسات الدستورية و تنظيم السلط و العلاقات بين المؤسسات، كما انه بشكل موازي تم انجاز البنى التحتية اللازمة لتحقيق الانطلاقة في محيط متقلب و في ضروف عالمية صعبة من حروب اقليمية و موجات الغضب العابرة للدول و اعداء متربصين بالمغرب من كل ناحية .
المغرب لم يكن ليصل الى ما وصل اليه اليوم لولى إمان شعبه بنظامه و الدي يحتفل به المغاربة كل سنة تعبيرا عن اواصل المحبة و البيعة و التقدير في احتفالات عيد العرش المجيد و احتفالات دكرى ثورة الملك و الشعب لما لها من رمزية تاريخية متجددة في الزمان و المكان .
حب، تقدير ، احترام ، اعجاب ، ارتباط و بيعة هي عقود معنوية مرتبطة بالانسان المغربي اتجاه مؤسسته الملكية التي تخاطب امتها ب شعبي العزيز ، بالمواطنة ، بالرعاية المولوية بكل عبارة الحب و التقدير المتبادل بين الملك و الشعب لتبزغ عنها علاقة مثالية و معها انسيابية و تناغم لا يحدث الا في المغرب بين نظام حكم و شعب .
في دكرى عيد العرش المجيد، الدي نخلد دكراه كل سنة نتوجه الى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله باخلص عبارات الولاء والانتماء، و نجدد فروض الطاعة و الولاء و ندعوا لجلالته بموفور الصحة و العافية ، و التألق و النجاح كما ندعوا من اجل ان يحفظه الله من كل شر او مكروه و ان يشد عضدده بأخيه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن و باقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة . ( الله يبارك فعمر سيدي)
مملكتنا.م.ش.س