تحولات المشهد السياسي بين تحليل الواقع و تأثير الصورة
مولاي ادريس بنفائدة
تحليل تحولات وتفاعلات المشهد السياسي العام، تقتضي الحكمة والتبصر، والكثير من عدم التسرع، خصوصا ذلك التسرع المتفشي عبر فضاءات التواصل الإجتماعي، والذي يرتكز في عمقه على إطلاق الأحكام الجاهزة وأحكام القيمة، قصد تحقيق سبق مزيف أو جمع لايكات افتراضية عن طريق بيع بضاعة رائجة في سوق “الفيسبوك”.
أعتقد أن التوازنات الماكرو-سياسية للمرحلة المقبلة تخضع للتشكل وفق أنساق جديدة، بآليات وأشكال تنسجم مع سياقات وظروف الحاضر بتوابثه ومتغيراته، تلك المتغيرات التي لا تتوقف ولا تستقر على حال.
الظاهر رقميا والمروَّج له بقوة إعلاميا، قد لا يعكس بالضرورة حقيقة مايجري خلف الكواليس، وقد تتجه الأمور سياسيا لما لم يكن في الحسبان. ولا شيء محسوم ولا يمكن التكهن وممارسة فعل “التاشوافت” في مجال العلوم الإجتماعية (التحليل السياسي).
لكل هذه الإعتبارات تصعب قراءة البنية السياسية المعقدة والمغلقة خلال اللحظات الإنتخابية، لكونها تشكل لحظة إعادة إنتاج وبناء، يطغى عليها الجانب الديناميكي بسرعة كبيرة ( تغيير المواقع والمعطيات بشكل يومي).
لهذا يستلزم فهمها توفر أدوات ووسائل تحليل استثنائية بيد مهندسي السياسات والفاعلين الحزبيين والمتتبعين الأكاديميين، أدوات ووسائل تُمكن من سبر الأغوار والبحث في عمق الأشياء وجواهرها، بدل الإقتصار على ما يظهر من صور خادعة، ومقررات مخدومة، تهدف لتوجيه الرأي العام وإعداده نفسيا لما هو قادم . . .
باحث في القانون العام، متخصص في التدبير العمومي و التنمية المجالية
مملكتنا.م.ش.س