حوار مع مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش حول تحديات وخصائص هندسة المناظر الطبيعية واحة النخيل بمراكش أنموذجا

السبت 24 فبراير 2024 - 11:42

مراكش – عبد الغني الطيبي مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وممثل كرسي اليونيسكو بالمغرب في “البناء بالتراب، ثقافات البناء والتنمية المستدامة” حول تنظيم المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش التابعة لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة التعمير أسبوعا علميا بشراكة مع جامعة هارفارد الامريكية حول تحديات وخصائص هندسة المناظر الطبيعية : دراسة حالة واحة النخيل بمراكش، والذي يمتد من 19 الى غاية 23 فبراير 2024 .

  • ما هي أهداف هذا الملتقى العلمي ؟

الهدف الاساسي من خلال هذا الملتقى العلمي الذي ننظمه بشراكة مع جامعة لها مكانة عالية في قائمة الجامعات الدولية وهي جامعة هارفارد الأمريكية، هو تبادل الخبرات والتجارب وخلق شبكة علمية لفائدة طلبة مؤسستنا بالإضافة إلى الانصات للخبراء لبناء بنك معلومات لدى الطلبة حول كيفية المحافظة على واحات النخيل بمراكش وتنميتها، وضمان استدامتها خصوصا وأن المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش تجعل من هندسة المناظر الطبيعية محورا أساسيا داخل المقرر الدراسي لها، كما نشجع طلبتنا من خلال أنشطتنا العلمية والتحسيسية على الاهتمام بالقضايا البيئية والايكولوجية التي تتقاطع مع ميدان الهندسة المعمارية.

  • تواجه واحة مراكش تهديدا حقيقيا يمكن أن يخل بتوازنها، ما المطلوب لمواجهة هذه المخاطر؟

تقاوم واحة النخيل بمراكش، التي تعتبر موروثا طبيعيا ذا بعد بيئي وجمالي وتاريخي وحضاري، الزمن من أجل البقاء لأسباب متعددة مرتبطة أساسا بالظروف المناخية الصعبة، بسبب التغيرات المناخية والضغط المتزايد على الموارد الطبيعية بالإضافة إلى تعدد أشكال تدخل الإنسان في الطبيعة، ما يستوجب معه تظافر الجهود للمحافظة وتنمية هذا الموقع والانفتاح على تجارب وطنية ودولية لتطوير سبل التدخلات من طرف جميع الفاعلين، كما يجب وضع تصميم تهيئة يتماشى مع خصوصية المجال ويحد من الزحف العمراني لجعل واحة النخيل أولا قبلة إيكولوجية خصوصا وأن هناك مجهودات وعناية ملكية تشجع على العمل بطريقة إحترافية، والمساهمة في وقف تدهور حدائق النخيل وتفعيل الحماية القانونية والتنظيمية لها.
كما لا يمكن تجاهل المجهودات الكبيرة التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة لحماية وتتثمين واحة النخيل بمراكش بالاضافة إلى مجموعة من المؤسسات العمومية والخاصة، نهيك على المجهودات الكبيرة التي تقوم بها جمعيات ومنظمات متخصصة ولها خبرة عالية في الموضوع وهنا يمكن أن نشيد بالعمل الذي يقوم به مرصد واحة النخيل بمراكش.

  • ماهو الدور الذي يمكن أن يلعبه المهندس المعماري أو بالاحرى المدارس والجامعات المختصة بهندسة المناظر الطبيعية ؟

أشكرك على هذا السؤال المهم. نعم، للمهندس المعماري و لمدارس وجامعات الهندسة المعمارية أدوار حيوية في الحفاظ على حديقة النخيل في مراكش من خلال المساهمة في الحفاظ عليها وتطويرها بشكل مستدام.
وهنا يمكن أن أقترح مجموعة من الخطوات التي يمكن العمل عليها:

✓التخطيط الحضري المستدام : يمكن للمهندسين المعماريين المشاركة في تخطيط وتصميم التوسع الحضري المسؤول لحديقة النخيل. وبالتالي يمكنهم تعزيز نهج التنمية المستدامة من خلال دمج مبادئ الحفاظ على الفضاءات الخضراء والمحافظة على المياه، وإدارة النفايات والحفاظ على التراث الثقافي في مشاريع التخطيط.

✓التصميم الصديق للبيئة : على المهندسين المعماريين دمج ممارسات التصميم البيئي في المشاريع الجديدة والمجاورة لواحة النخيل. يتضمن ذلك استخدام مواد مستدامة وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في المباني ودمج أنظمة جمع وإعادة استخدام المياه، وتعزيز العمارة التقليدية التي تتناغم مع المشهد المحلي.

✓التوعية والتحسيس : للمهندسين المعماريين دور رئيسي في توعية المواطن بأهمية الحفاظ على واحة النخيل من خلال دمج عناصر تعليمية وإعلامية في تصاميمهم المعمارية. يمكن أن يشمل ذلك لافتات التفسير، والمعارض، أو المساحات المخصصة للتوعية بالبيئة وثقافة واحة النخيل.

✓البحث والابتكار : لمدرسة تكوين المهندسين المعماريين أهمية كبرى في المشاركة في البحث والابتكار لتطوير حلول معمارية وحضرية محددة لواحة النخيل. يشمل ذلك دراسات حول إدارة المياه، والتكيف مع تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتصميم المباني الصديقة للبيئة.

✓التدريب والتوعية : تدمج مدرسة تكوين المهندسين المعماريين ENAM وحدات تدريبية حول الحفاظ على البيئة والاستدامة في برنامجها الدراسي. يمكن للمهندسين المعماريين الناشئين أن يكتسبوا بذلك المهارات اللازمة لتصميم مشاريع تحترم البيئة وللتوعية بأهمية الحفاظ على حديقة النخيل.

  • ماهي النتائج المرجوة من هذا اللقاء العلمي ؟

من خلال هذا الملتقى العلمي العالمي الذي من خلاله حاولنا تحيين تشخيص وضع واحة النخيل وتعرفنا على عمل أغلبية المتدخلين، سنعمل من خلال موقعنا بشراكة مع جامعة هارفارد الأمريكية على اقتراح مجموعة من الحلول الاجرائية التي يمكن أن تجعل من واحة النخيل بمراكش مثال يحتدى به وطنيا ودوليا، كما نعتبر من النتائج الذي خرجنا بها من هذا الملتقى هو انخراط طلبتنا بشكل فعلي رفقة طلبة جامعة هارفارد الأمريكية ومستوى تألقهم واهتمامهم بالنقاش الفعال مع المؤسسات المشاركة في الملتقى.

وهنا أريد أن أشكر جميع الشركاء والمساهمين في نجاح المتلقى وعلى رأسهم السيدة الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، والسيد والي جهة مراكش أسفي والسيد رئيس جهة مراكش أسفي ، والسيدة رئيسة المجلس الجماعي بمراكش ، والسيد رئيس الوكالة الحضرية بمراكش، والسيد رئيس مرصد واحة النخيل بمراكش، والسادة الاساتذة والمهندسين المعماريين، والاطر الادارية بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وجميع الاعلاميين والقنوات الجهوية والوطنية.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 8 يونيو 2025 - 20:47

قلعة السراغنة .. مصرع سبعة أشخاص في حادثة سير بالطريق الوطنية رقم 23 (سلطات محلية)

الخميس 13 فبراير 2025 - 08:40

إحباط التهريب الدولي للمخدرات في الكركرات .. يقظة عالية وأهمية متزايدة

الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 12:04

الخميسات .. توقيف أربعة أشخاص بشبهة حيازة وترويج المخدرات

الثلاثاء 4 فبراير 2025 - 09:18

إطلاق رصاصتين لتوقيف جانح بخنيفرة