الرباط ــ مع انطلاق عملية استقبال أفراد الجالية المغربيّة المقيمة بالخارج في إطار “مرحبا 2024″، أمس الأربعاء بميناء طنجة المتوسط، تحرّكت آمال المهنيين والفاعلين الاقتصاديين بخصوص “الرواج” الذي يُنتظر أن يخلقه تدفق أبناء الجالية بالنسبة للمنعشين السياحيين، فضلا عن “حسنات” عملية الولوج هذه بالنسبة للاقتصاد الوطني من خلال “جلب العملة الصعبة وإنعاش الاستثمار…”.
علي القادري، رئيس الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية لطنجة تطوان الحسيمة، قال إن “الفاعلين السياحيين على مستوى الشمال ظلّوا جاهزين لانطلاق عملية ‘مرحبا’، بحكم أن فترة الذروة لا يمكن التراخي أو التساهل معها أو النظر إليها كظرفية عادية وعابرة”، مؤكدا أن “ولوج مغاربة الخارج له إيجابيات كبيرة إن من ناحية الإيواء الفندقي أو الاستهلاك والرواج السياحي بالنسبة للمنطقة كلها”.
وشدد القادري، ضمن توضيحات قدمها لهسبريس، على أن “طنجة وبقية مدن الشمال تشهد إقبالا كثيفا من طرف الجالية، خصوصا أنها نقطة التماس مع أوروبا”، وزاد: “الذين يصلون يفضلون قضاء وقت للراحة بهذه المدينة قبل التوجه إلى مدنهم الأخرى”، مسجلا أن “الجاهزية لهذه الفترة صارت أمرا معهودا لدى المهنيين، لأن الكل يعرف أن النشاط السياحي لا يستفيد منه الفندق فقط، بل هي سلسلة متراصّة تعرف نشاطا حيويا”.
ولفت الفاعل المهني ذاته إلى أن “دخول الجالية يعني رفع حصيلة السياح القادمين إلى المغرب، بما أنه جرت العادة أن يتمّ احتسابهم ضمن الإحصائيات الرسمية”، وهو ما يجعل، وفقه، “المنعشين السياحيين يضطرّون لتكييف الخدمات مع الضّغط الإيجابي الناجم عن دخول مغاربة المهجر، والتعامل معه بحرفية، لكي تظل مواصفات الجودة والاستقبال والإطعام نفسها رغم هذا الضغط”.
من جهته لفت اسين اعليا، باحث في النظم الاقتصادية والمالية، إلى أن عودة الجالية خلال هذه الفترة تزامنا مع انطلاق “مرحبا” لها فائدة كبيرة بالنسبة للاقتصاد الوطني، فهي تخلق حركية وديناميّة لا تخطئها أعين الفاعلين في القطاع السياحي، مشددا على “دور الجالية في جلب العملة الصعبة خلال هذه الفترة الصيفية، باعتبارها الفترة الأكثر حيوية للدخول إلى أرض الوطن تزامنا مع العطل في أوروبا”.
وأورد اعليا، في تصريح لهسبريس، أن “التحويلات التي يقوم بها أبناء البلد المتواجدون في المهجر تشكل هدفا إستراتيجيا بالنسبة للسياسات المالية الاقتصادية، لكونها محفزا قويا للاقتصاد المغربي”، مضيفا أن “الجالية التي تدخل الوطن تكون كذلك مساهما في تمكين الاستثمار في مجالات متعددة، خاصة في إنعاش العقار من خلال اقتناء البقع والشقق والمنازل، إلخ”.
وتطرق الباحث في الاقتصاد إلى “مساهمة هؤلاء في تعزيز مقاومة ومتانة القدرة الشرائية للعائلات المغربية التي ينتمون إليها خلال الصيف، فنفقات هذه الأسر تعرف ارتفاعاً مهمّا”، موردا في الختام أن “أبناء الجالية يعول عليهم في هذه الظرفية من السنة تحديدا، لكونهم يُقدرون بالملايين ومساهمتهم مهمة وفاعلة في خلق دينامية تعيد الزخم الذي غاب عن القطاع السياحي بسبب الجائحة”.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع