طنجة – قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، اليوم الأربعاء بطنجة، إن إفريقيا يتعين أن تضطلع بدور رائد في الحكامة العالمية للمحيطات.
وسجل السيد هلال، في كلمة خلال الجلسة الأولى ضمن المشاورة الإفريقية التحضيرية لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC-3)، أنه من خلال تبني موقف متآزر وموحد، سيكون بمقدور الدول الإفريقية أن تحتل موقع الريادة، لكي تكون قادرة على التأثير على القرارات المتعلقة بالموارد البحرية والحفاظ على البيئة والتقاسم المنصف للمنافع.
في هذا السياق، اعتبر أن الدول الإفريقية ستكسب الشيء الكثير إذا ما نجحت في تثبيت التطلعات الإفريقية للاقتصاد الأزرق في أجندة 2063، منوها بأن روح التضامن والتعاون ونقل التكنولوجيات وتقوية الكفاءات، لاسيما من خلال التعاون جنوب-جنوب والتعاون ثلاثي الأطراف، وكذا البحث في المحيطات، يتعين أن تكون من أولويات المؤتمر الأممي المقبل.
كما أشار السيد هلال إلى أن هذه المشاورة تعد فرصة مواتية وفريدة للقارة الإفريقية، ومرحلة حاسمة للاتفاق بشكل جماعي حول رؤية إفريقية للاقتصاد الأزرق، بهدف التعبير بصوت واحد عن الطموح بشأن تركيز الاهتمام حول الأولويات الإفريقية في كل المناحي المرتبطة بالمحيطات، وتفعيل الهداف الرابع عشر (الحياة تحت البحر) من أهداف التنمية المستدامة.
وقال إن “إفريقيا تستحق اهتماما خاصا، سواء خلال التحضيرات أو ضمن نتائج مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات”، معتبرا أن الدول الإفريقية تمتلك كل الرافعات الضرورية لكي تكون فاعلا محوريا لإنجاح هذا المسلسل الأممي.
من جهتها، جددت مفوضة الاتحاد الإفريقي في قطاع الزراعة والتنمية القروية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، السفيرة جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، التأكيد على التزام المفوضية بالعمل على إسماع صوت إفريقيا بقوة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية ليست فقط مشاركة في النقاش العالمي حول القضايا المتعلقة بالمحيطات، ولكنها أيضا فاعل محوري فيه.
وتابعت أن المخاطر كبيرة للغاية بالنسبة لإفريقيا بحيث لا تكون صوتا رائدا في هذه المناقشات، مشددة على ضرورة قيام البلدان المشاركة في هذه المشاورة بتشكيل جبهة موحدة لمواجهة كافة التحديات المتعلقة بقضايا المحيطات، والدعوة إلى إيجاد حلول عادلة ومستدامة، والتي تعكس الاحتياجات والتطلعات الإقليمية الفريدة للقارة.
وأشارت المسؤولة الإفريقية إلى أن “هذه المشاورة الإفريقية تمثل خطوة مهمة في رحلتنا الجماعية”، مبرزة أنها تتيح للدول الإفريقية الفرصة لمواءمة أولوياتها الوطنية والإقليمية مع الأجندة العالمية، مع الحرص على أن تكون إفريقيا ليست مجرد جهة فاعلة، بل مهندسا رئيسيا لمستقبل المحيطات.
أما نائب الرئيس ووزير الموارد الطبيعية وتغير المناخ في ملاوي، مايكل بيزويك أوسي، فقد أشار إلى أهمية قيام الدول الإفريقية المشاركة في هذه المشاورة بمناقشة السياسات المتعلقة بالمحيطات، بهدف التمكن من توحيد مواقفها استعدادا لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.
من جانبه، لاحظ وزير الزراعة والثروة الحيوانية والتنمية الريفية في غينيا الاستوائية، خوسيه خوان ندونغ توم ميكينا، أنه على الرغم من التحديات والتهديدات التي تواجه المحيطات، فإن إفريقيا تحتوي على فرص تسمح لها بجعل هذه المشاورة فرصة مثالية لبلورة عمل مشترك من أجل مستقبل إفريقي يتمتع بالتنمية المستدامة.
وتنعقد هذه المشاورة، التي تندرج في إطار أسبوع إفريقيا للمحيطات (7-10 أكتوبر)، بدعم مهم من مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة وأكاديمية المملكة المغربية، مما يشهد على التزام المغرب من أجل حكامة مستدامة وشاملة للمحيطات على المستوى القاري.
وتركز المناقشات على أربعة مواضيع رئيسية، تتمثل في حكامة المحيطات والإطارات السياسية، وأهمية البيانات العلمية لصنع القرار، والتعاون وتعبئة التمويلات لدعم الاقتصاد الأزرق، وتطوير القدرات وإشراك الأطراف المتدخلة، لاسيما الشباب والمجتمعات الساحلية.
وتهدف المشاورة إلى مواءمة أولويات الدول الإفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة مع الأجندة الدولية، وخلق دينامية خاصة بإفريقيا، وتعزيز الحكامة الشاملة للمجالات البحرية مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الإقليمية، بالإضافة إلى توحيد جهود الدول الإفريقية من أجل معالجة جماعية وفعالة للقضايا المتعلقة بالمحيطات.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع