محمد جط
الفقيه بن صالح – تشهد مدينة الفقيه بن صالح وضعا متأزما بسبب تنامي ظاهرة احتلال الملك العمومي، في مشهد بات مألوفا لدى الساكنة، حيث لا تكاد تخلو زاوية أو رصيف من طاولات المقاهي أو السلع المعروضة بشكل عشوائي من قبل بعض التجار والباعة الجائلين، دون احترام لحق المواطنين في التنقل الامن والسلس.
ورغم تزايد نداءات الاستغاثة من قبل السكان والمتضررين على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الجهات المعنية تلتزم الصمت، في غياب حلول واقعية وفعالة، مما يطرح تساؤلات حول دور السلطات المحلية و الجماعة الترابية في تطبيق القانون واسترجاع الفضاء العمومي من قبضة الفوضى.
فإن الزائر لمدينة الفقيه بن صالح قد تصيبه الدهشة لما آل إليه حال الملك العمومي حيث لم يبق منه إلا الاسم، فكراسي المقاهي احتلت الرصيف كله مما فرض على الراجلين السير جنبا إلى جنب السيارات، وهو ما يشكل خطرا على حياتهم، في حين سيطر أرباب المحلات التجارية على الرصيف العام قاطعين السبيل على المارة في مشهد يندى له جبين المنتمين لهذه المدينة ولعل الشوارع الرئيسية خير دليل على حالة الفوضى التي تسببها هذه الظاهرة المشينة خصوصا مع اقتراب فصل الصيف حيث تنشط حركة السير بالمدينة مع ازدياد عدد الوافدين إليها من أرض المهجر مما يجعل عملية التنقل شبه مستحيلة لا على السيارات ولا على المارة.
ويؤكد عدد من المواطنين على مواقع التواصل أن الأرصفة تحولت من حق عام إلى فضاء خاص، يستغل دون وجه حق، وسط غياب للمراقبة والمحاسبة. وتزداد حدة المشكل في الشوارع الرئيسية والأحياء الشعبية ، حيث تصبح الحركة شبه مستحيلة، وتتفاقم معاناة الراجلين، خاصة الأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما عبربعض المهتمين بالشأن المحلي عن قلقهم إزاء استمرار هذه الظاهرة، مشددين على أن التساهل في معالجتها من شأنه أن يكرس ثقافة التسيب ويقوض هيبة القانون، داعين السلطات إلى التدخل العاجل وتفعيل المساطر القانونية ،ضد كل من يحتل الملك العمومي بغير سند شرعي .
وفي ظل تفاقم الوضع، يبقى أمل الساكنة معقودا على تدخل عاجل وحازم يعيد الاعتبار للفضاء العام، ويضمن حق الجميع في الاستفادة من الملك العمومي بشكل منظم وامن، بعيدا عن الفوضى والعشوائية التي تسيء لصورة المدينة وتعيق تطورها.
مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع
