بين الإبداع والتحسين .. قراءة موضوعية في نقل مباراة المغرب الافتتاحية للمركب الجديد

السبت 6 سبتمبر 2025 - 20:40

محمود هرواك

شهدت أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط مناسبة استثنائية، حملت في طياتها مزيجًا من الفرح الرياضي والتجربة الإعلامية المتميزة. افتتاح المباراة الخماسية وبلوغ المنتخب الوطني للتأهل السابع إلى نهائيات كأس العالم، مع الثالث على التوالي، كان مناسبة فريدة لاستعراض قدرات الإنتاج التلفزيوني المغربي، وقياس جاهزيته لمواكبة الأحداث الكبرى المقبلة، من كأس إفريقيا القادم إلى كأس العالم 2030

التجربة البصرية .. ثراء المشهد وابتكار الكاميرات

في قلب الحدث، برزت الكاميرا العنكبوتية السويسرية Eagle Eye التابعة لشركة TFS المغربية، كأحد نجوم هذه الأمسية. لم يكن حضورها مجرد تجهيز تقني، بل متعة بصرية قائمة بذاتها؛ سلاسة الحركة، ثبات الزوايا، دقة الزووم، والتحكم الفني الاحترافي، أتاح للمشاهد تجربة غامرة لم يعتد عليها في النقل التلفزيوني المغربي.

كما أظهر التليفيزيون المغربي براعته باستخدام درونين في آن واحد، ما أضاف ديناميكية نادرة للقطات الجوية. هذا الإنجاز، النادر في الإنتاج التلفزيوني العالمي، يتطلب تنسيقًا عاليًا وتقديرًا دقيقًا للمسافات والزوايا، ما يجعل المغرب اليوم على الطريق الصحيح نحو رفع معايير النقل التلفزيوني.

ولم تتوقف الابتكارات عند هذا الحد؛ حيث مكن استخدام تقنيات Super Motion وUltra Motion بقدرة 100 إطار في الثانية، من رصد كل تحرك للاعبين والجماهير، وسجل لحظات لا تُنسى بألوان حية ونقاوة صورة استثنائية، ما يعكس استعدادًا غير مسبوق على المستوى الإفريقي.

الملاحظات البنّاءة .. بين الطاولة والاستوديو

رغم كل هذه الإنجازات، لم تغب بعض الملاحظات عن المشهد، والتي نرى أنها حيوية لتحسين التجربة. أبرزها الطاولة في الاستوديو التحليلي، التي لم ترتقِ بعد لمستوى الفخامة المرغوبة، رغم جمال الملعب وروعة النقل التلفزيوني. إن مثل هذه التفاصيل، وإن بدت بسيطة، تشكل فارقًا في انطباع المشاهد العام، وتستدعي تحديثًا عاجلًا للمعايير الجمالية والوظيفية في الاستوديوهات.

كما لاحظت الجماهير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعض الجوانب في التعليق الرياضي، حيث بدا أحيانًا أن الحماس والروح الرياضية لا يرافقان الأحداث كما يجب. هذا لا يقلل من قيمة التعليق كوظيفة إعلامية، لكنه يذكّر بأهمية فتح المجال أمام المواهب الصاعدة، لإضفاء حيوية وحقيقة على النقل، بما يتماشى مع فرحة الجماهير وأهداف المباراة.

المرحلة التدريبية .. التجربة قبل الاحتراف العالمي

من المهم التأكيد أن هذه المرحلة تعتبر مرحلة تدريبية قبل الاستحقاقات الكبرى. كل تجربة، مهما بلغت من الابتكار، هي فرصة لتطوير الأداء وتحسين الجودة. الجماهير، بدورها، مطالبة بالمسؤولية والموضوعية؛ فالنقد الهادف مفيد، بينما الانتقاد لأجل الانتقاد قد يشوش على صورة الإنجازات ويثبط عزيمة الفرق التقنية والإبداعية.

المسؤولون في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وكل الأطراف المعنية مدعوون لتقبل الملاحظات بصدر رحب، واستثمارها كوقود لتجويد النقل التلفزيوني الرياضي ليصل إلى المستوى العالمي المنتظر. المستقبل واعد، وما شهدناه اليوم ليس سوى خطوة أولى على طريق طويل من الاحترافية، الإبداع، والتقنية العالية.

إذا ما جمعت التجربة الإبداع، التقنية، وروح الابتكار، يمكن القول إننا أمام فصل جديد في تاريخ الإنتاج التلفزيوني المغربي. كل إنجاز، مهما بدا صغيرًا، هو حجر أساس نحو نقلٍ عالمي المستوى، وكأس إفريقيا وكأس العالم القادمة على الأبواب.

النقاش البناء، الملاحظات الدقيقة، والتقدير للجهود المبذولة، هي أدواتنا جميعًا لجعل هذه الرحلة أكثر إشراقًا وتميزًا.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 7 سبتمبر 2025 - 00:14

إقليم سيدي بنور.. انطلاق الحفريات بالموقع الاثري لمدينة “مشتراية” القديمة بالغربية

السبت 6 سبتمبر 2025 - 20:04

ميناء المضيق .. ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بنسبة 31 في المائة مع متم يوليوز الماضي

السبت 6 سبتمبر 2025 - 19:54

ميناء المضيق .. ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بنسبة 31 في المائة مع متم يوليوز الماضي

السبت 6 سبتمبر 2025 - 18:58

الهيئات المهنية تواصل النضال والتعبئة ضد المشروع المشؤوم لإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة