محمود هرواك
في خطوة سياسية وفكرية لافتة، أطلق حزب التقدم والاشتراكية مبادرته الوطنية الجديدة تحت شعار “نربحو كاملين” مبادرة تتجاوز البعد الرياضي المرتبط بتنظيم المغرب لكأس العالم 2030، لتلامس عمق المشروع المجتمعي الذي يتطلع إليه المغاربة في أفق هذا الحدث الكوني.
وإذا كانت بطولة العالم لكرة القدم لحظة استثنائية على المستوى الدولي، فإن حزب الكتاب يراها فرصة ذهبية لتجديد الرؤية الوطنية وبعث روح التغيير الشامل، بما يجعل من 2030 محطة تحول تاريخية في مسار البلاد.
ما يميز هذه المبادرة هو أنها لا تنغلق في دائرة البرامج التقنية أو الخطابات الانتخابية الكلاسيكية، بل تنبني على تصور جماعي يستحضر الماضي ويستشرف المستقبل: من كفاح الاستقلال إلى ملحمة المسيرة الخضراء، ومن صمود المغاربة أمام جائحة كوفيد-19 وزلزال الحوز، إلى الإنجاز الرياضي الكبير في مونديال قطر 2022. كلها لحظات جسدت قدرة هذا الشعب على تجاوز المحن وصناعة الأمل.
ويربط الحزب بين استضافة المونديال وبين ضرورة بناء مغرب جديد، مغرب يُقاس نجاحه ليس فقط بجودة الملاعب والبنيات التحتية، وإنما أساساً بمدى تعميق العدالة الاجتماعية، وضمان الكرامة لكل مواطن، وإرساء تعليم حديث وصحة قوية، وتوسيع فرص العمل والإبداع أمام الشباب والنساء.
كما يشدد الحزب على أن ربح هذا الرهان يقتضي إصلاحاً سياسياً عميقاً يعزز الاختيار الديمقراطي، ويرسخ فصل السلط وربط المسؤولية بالمحاسبة، بما يجعل المشاركة المواطنة أساساً لكل تغيير.
اللافت أن مبادرة “نربحو كاملين” لا تُطرح كمجرد شعار، بل كمنصة مفتوحة للتفاعل والنقاش، حيث يدعو الحزب جميع المواطنات والمواطنين، بمختلف مواقعهم وانتماءاتهم، إلى الانخراط وإغناء الرؤية عبر المنصة الرقمية المخصصة، فضلاً عن الجولات الميدانية التي ستقودها قياداته في مختلف جهات المملكة.
بهذا المعنى، يمكن القول إن حزب التقدم والاشتراكية، وهو من أعرق الأحزاب المغربية وأكثرها التصاقاً بقضايا الشعب، يضع اليوم أمام الرأي العام مبادرة ذكية تستثمر في لحظة تاريخية فاصلة، لتحويلها إلى رافعة لبناء مغرب أكثر عدلاً وإنصافاً وإنسانية.
إنها ليست فقط مبادرة سياسية، بل دعوة جماعية لربح المستقبل… معاً.
مملكتنا.م.ش.س
