الجديدة – في قلب معرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تجذب “قرية فارس” انتباه الأطفال بشكل خاص بفضل ورشاتها الإبداعية.
وقد خصص هذا الفضاء بالكامل للأطفال، ليجعل من زيارتهم مغامرة ترفيهية وتعليمية، حيث يصبح الحصان رفيقا في اللعب، ووسيلة للتعلم، ومصدر إعجاب، ضمن مسار تفاعلي يجمع بين الفضاء التربوي، والألعاب الرقمية، وركوب الخيل، والجولات بالعربات.
ويخصص المعرض ، الذي يحتفل هذه السنة بدورته السادسة عشرة، مساحة خاصة للصغار. في فضاء مصمم خصيصا لهم، حيث يكتشفون عالم الفروسية في كل تجلياته وبالتالي يعيشون تجربة تجمع بين التقاليد والحداثة.
وفي هذا الإطار، قالت المسؤولة عن “قرية فارس”، هدى الصفروي إنه “تم تصميم القرية انطلاقا من فكرة الحصان في الغابة. عملنا على إعداد المشهد والبرنامج لضمان تجربة غامرة من البداية إلى النهاية. الفكرة هي التعلم من خلال اللعب”.
وبخصوص برنامج أنشطة القرية، أكدت الصفريوي أنه “يجمع بين أنشطة داخلية وخارجية: ففي الخارج، هناك ورشات لتعلم ركوب “البوني”، وكيفية الحفاظ على التوازن ، والجولات في العربة، إلى جانب مجموعة متنوعة من الورشات الإبداعية وألعاب الطاولة داخل الفضاء المغلق، مضيفة أنه من بين أبرز مستجدات الدورة برمجة لعبة الهروب التي تدور حول التراث المغربي، وتدمج بين المنطق، والتعاون، والاكتشاف الثقافي.
وأشارت إلى أن القرية شهدت العديد من الزيارات وخاصة تلاميذ المدارس والجمعيات ، مؤكدة أن الأرقام تشير إلى نجاح فعاليات القرية.
وبخصوص الورشات الترفيهية، يمكن للأطفال صنع كتاب مصور متحرك (Flip-Book) حول موضوع الحصان، أو صناعة حصان أسطوري أو حصان خشبي، وإعداد كتب منبثقة (Pop-up) وألغاز (Puzzles) ذات طابع فروسي. وهي أنشطة تحفز الخيال وتترك أثرا ملموسا في ذاكرتهم.
أما في ما يتعلق بركوب الخيل، تستقبل ساحات البوني الأطفال لتعليمهم أساسيات الركوب تحت إشراف مربيين يركزون على الحركات الأساسية (الركوب، إمساك اللجام، الحفاظ على التوازن) ورعاية الحصان (التنظيف، العناية، احترام الحيوان).
ووفي هذا الصدد ، أوضح محمد أمين، منشط ورشة الألغاز، أن “الأطفال عندما يجمعون القطع، يكتشفون أيضاً تفاصيل الحصان وعالمه. إنهم يشعرون بالفخر بما صنعوه، وهذا الفخر يساعدهم على تثبيت ما تعلموه”.
ويعد المعرض ، الذي تختتم فعالياته غدا الأحد ، فضاء للحوار وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في مجال الفروسية، ومنصة لتسليط الضوء على خصوصيات الجهات المغربية ومساهمتها في الحفاظ على التراث الثقافي الغني المرتبط بالخيل.