البوليساريو تستغل “جيل Z” في التلفيق

السبت 4 أكتوبر 2025 - 20:53

نبهت فعاليات صحراوية إلى أن أبواق جبهة البوليساريو الانفصالية عمدت خلال الأيام الماضية إلى بث مقاطع فيديو وصور من أحداث سابقة، ونسبتها زوراً إلى الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بعض المدن المغربية.

وأوضح أصحاب هذه التنبيهات، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن المواد التي جرى تداولها على نطاق واسع في صفحات ومجموعات محسوبة على الجبهة لا تعكس الواقع الراهن، بل تُستعمل في سياق دعائي يروم توجيه الرأي العام الخارجي وخلق انطباع زائف عن الوضع في المغرب، ولاسيما في الصحراء المغربية.

وأكدت المصادر ذاتها أن بعض المقاطع التي تبثها وسائل إعلام تابعة للجبهة وتُسوَّق على أنها توثّق لاحتجاجات حالية في جنوب المغرب، من بينها أحداث مخيم أكديم إيزيك لسنة 2010، مشيرة إلى أن استحضار هذه المشاهد بملابس جديدة، ضمن سرديات احتجاجية مفترضة، يُعدّ محاولة مكشوفة للتلاعب بحقيقة تجمعات “جيل Z”.

ومن بين أبرز الفيديوهات التي استغلها تنظيم “البوليساريو” مقطع يُظهر شباناً يركضون ليلاً وسط أزقة حي شعبي، تتردد فيه أصوات صافرات أمنية. وقدّمت هذه اللقطات على أنها توثّق لأحداث حديثة بمدينة السمارة، فيما تؤكد مصادر محلية أن الشريط يعود إلى سنة 2017، ويوثّق لتدخل أمني عقب اندلاع شجار لا علاقة له بأي سياق احتجاجي.

ويندرج هذا التوظيف الممنهج للمقاطع القديمة، وفق مراقبين، في إطار صناعة سردية إعلامية مفبركة تسعى إلى تضخيم مشاهد التوتر في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وربطها باحتجاجات متفرقة في مدن أخرى، خدمةً لأجندات انفصالية تتغذى من التضليل البصري والمعلوماتي.

ومن بين المضامين التي تبثها الآلة الدعائية لجبهة “البوليساريو” ما تحوّل إلى “أضحوكة إعلامية”، بعد الترويج لـ”نشرة إخبارية ميدانية” يظهر فيها مقدّم أخبار يتفاعل وكأنه في حوار مباشر مع مراسل من عين المكان، بينما تُعرض أسفل الشاشة مشاهد مُمنتجة بعناية توهم بأنها تصوير مباشر من مواقع الاحتجاجات المزعومة في الأقاليم الجنوبية للمغرب.

غير أن التدقيق في هذه المقاطع يبيّن بوضوح أن الأمر لا يعدو كونه تركيباً بصرياً متقناً لما يُعرف في الصناعة الإعلامية بـ”التقارير الركحية” أو “المسرحة الإخبارية”، حيث يتم دمج صور مؤرشفة – أحياناً من أحداث قديمة أو أماكن مجهولة – مع تعليق صوتي يقدمها زوراً في حُلّة “الحدث العاجل”.

ومن بين الأساليب الأخرى التي تندرج ضمن إستراتيجية التضليل التي تنتهجها الجبهة، بثّ منشورات ومقاطع تُصاغ بالدارجة المغربية لإيهام المتابعين بأنها صادرة عن شباب من داخل مدن الصحراء، في حين تُنتج وتُزيف من خارج التراب المغربي.

كما تلجأ الصفحات الموالية للجبهة إلى تفعيل حسابات حديثة الإنشاء تحمل أسماء مستعارة، تُروّج لمعلومات زائفة تدّعي وجود انفلات أمني واسع أو “انتفاضة شاملة”، مستندة إلى صور قديمة أو لقطات من احتجاجات لا علاقة لها بالسياق المغربي.

وتحرص جبهة “البوليساريو” أيضاً على استعمال وسوم (هاشتاغات) مضلّلة عبر منصة “X” ومجموعات مغلقة على تطبيق “تلغرام”، بهدف دفعها إلى التداول الواسع ومحاولة رسم مشهد افتراضي مغاير للواقع الميداني، في ما يشبه “غرفة عمليات رقمية” تُحرّك المحتوى وفق أجندة القابعين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري.

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 2 أكتوبر 2025 - 18:52

المغرب والاتحاد الأوروبي يدرجان منتجات الصحراء في الاتفاق الفلاحي الجديد

الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 19:10

الاحتجاجات الشبابية بالمغرب تتحول إلى أداة تحريض لجبهة “البوليساريو”

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 18:43

احتجاجات “جيل Z” .. الأغلبية الحكومية تتفهم المطالب وتفتح باب الحوار

الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 - 10:19

الصحراء المغربية .. السيد هلال يرد “دون جدال أو عدائية” على تصريح وزير الخارجية الجزائري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة