رغم إغراءات المنتوجات ومختلف أنواع الملابس العصرية التي تغص بها المحلات التجارية، إلا أن المواطن المغربي ما يزال مرتبطا بلباسه الأصيل الذي ورثه أبا عن جد، وظل متمسكا بهذا النمط التقليدي في اللباس الذي يشكل بالنسبة إليه رمزا للشهامة والافتخار ولا يفارقه أينما حل وحيثما ارتحل ، في المناسبات الدينية والأعراس .
ومن أشهر هذه الأزياء التي تجسد ارتباط ساكنة مدن الشمال بهويتها وخصوصيتها السوسيو- ثقافية،نجد الجلابة لكن للجلابة الوزانية مميزات خاصة تميزها عن نظيراتها بالجهة الشمالية للمملكة لا من حيث نوعية الثوب (الخرقة) أو الزواقة التي تتميز بها دار الضمانة عن باقي جهات المغرب .
أحد الدرازة التقليديين، يفسرالمراحل التي تمر منها (الكزة) أي الصوفة, بداية من الغسل والتوضيب إلى الغزل والتكبريت وكذا التقرشيل ومشطها بقراشل حتى تلين ليقوم بتدويرها مستعينا بألات تقليدية (المرمة والنزق) لتصير خرقة تباع بسوق الدلالة .الحاج عبد الله أقر بإنخفاض الإقبال مقارنة بسنوات خلت ولكن” الحمدلله بااقا البركة” ويضيف أن جلابة واحدة تعيل أكثر من عشر عائلات انطلاقا عملية الكزاز وتصبين الصوف وصولا للمراحل السالفة الذكر .
أما أحد المتخصصين في بيع الخرقة والجلابة فقد تحدث عن مختلف أنواع الخرقة ذات الحبة الغليظة والأخرى الرقيقة وعن أجودها” كالمحربلة” والتي تضم 3أنواع والتي تستعمل في فصل الشتاء بكثرة وكذا “الشـخم”وهو النوع الذي تنفرد به مدينة وزان ,من حيث الزواقة عن باقي المناطق.ويعرف رواجا في فصل الربيع.
“وتختلف أنواع “الجلابة باختلاف جودة الثوب ونوع الخياطة والزركشة المستعملة في صناعتها، وتعتبر تلك المخاطة من ثوب”بالجربية” من الأنواع الأكثر شيوعا وتداولا، وأجودها إلى جانب تلك المعروفة”المحربلة ” نسبة إلى إسم الثوب المصنوعة به،ويمتلكه في الغالب الأشخاص الميسورون و “الذواقة”، حيث يفوق ثمنها 1000 درهم
ولم تعد خياطة “الجلابة تقتصر على نوع أو نوعين بل توجد عشرات الأشكال من الخياطة والطرز، وتخضع لإبداع الصانع ورغبة الزبون، وتتطلب نوعا من الدقة والمهارة العاليتين، ولمسايرة الموضة وإضفاء لمسة عصرية على الأزياء التقليدية،يتفنن كل صانع تقليدي في إضافة لمسته الخاصة، وابتكار أشياء جديدة كالكبوط أو “القوبية”” و التي كان الصانع الشاب أول من أبدع في فصالته وخياطته وسوقه عبر صفحته على الفايسبوك التي تعنى بهذا الإرث وإيصاله لشريحة واسعة وحفظه من الإندثار .
مملكتنا .م.ش.س