ديموقراطية في عيادة العثماني للتجميل ( الجزء1/2 )

الجمعة 15 ديسمبر 2017 - 09:14

هدهد محمود هرواك … ديموقراطية في عيادة العثماني للتجميل (الجزء1/2)

انتهـــــــــــى الحسم في المؤتمر الثامن لحزب العدالة و التنمية بديمقراطية تحت الضغط! أبرزتها نسبة غير مسبوقة، قادت الطبيب النفسي إلى الأمانة العامة لحزب المصباح ب (51.8٪‏) من الأصوات، صراع أثبت فيه طرفاه استقلاليتهما الفعلية عن كل تأثير خارجي .

و هو رأي يدنو للصواب؛ فمن حيث المبدأ يصعب الطعن في استقلالية القرار السياسي للحزب، إلا أن شظايا التأثير الخارجي حاصلة لا محالة، لقد تمت بشكل غير مباشر من خلال تنسيق محكم لما يعرف بتيار الوزراء المدافعين عن حكومة العثماني الراغبين في مزيد من التقارب مع القصر، مع بعض قيادات الحزب الجهوية البعيدة عن القاعدة .

تلك الأخيرة التي تضج بأنصار الأمين العام السابق عبد الإله بنكيران. ديموقراطية العدالة والتنمية إذن وجدت نفسها في محك التجديد، تماما مثل تلك الفتاة الجميلة، المحافظة! التي صارت مهوسة بعمليات التجميل؛ ذلك لفرط خشيتها ذهاب حسنها بسبب روتينيتها و بساطتها حتى و إن كانتا إلى اليوم تروقان عشاقها!

تعالت الأصوات، في هذا الحزب الذي خرجت أزمته الداخلية للعلن، بين مؤيد و معارض لعملية تجميل هندسها الدكتور سعد الدين العثماني في استعراض لموهبته الطبية و التي طبقها على ديموقراطية حزبية كاد سقهما بعد نزلة الإعفاء أن يأتي على جسمها! لكن طاقم الطبيب كان على أهبة الإستعداد مباشرة بعد دخول “الفتاة” العيادة في موعدها الطبيعي .

لقد تلقف الجميع قبل ذلك رفض تعديلات القانون الأساسي من قبل برلمان الحزب ليحولها لجرعات دواء التدرج. كثر هم من نسوا أن بنكيران قد ربح الرهان الأول في المؤتمر الإستثنائي قبل عام من خلال تمديد ولايته سنة إضافية تحت مبرر الانتخابات، رغم أن الأمر مخالف للقانون ولم يتلقَّ أية معارضة تذكر على عكس خيار الولاية الثالثة الذي أحدث شرخا وانقساما حاد .

حتما لأن وزير الدولة مصطفى الرميد يملك ذاكرة أحسن استخدامها ليهمسها في أذن العثماني الذي أحسن بدوره فهم مقصدها و خطورة تكرارها، و ليس ذلك بغريب على أحد منظري الحزب، فسلاح المراجعة هو الأنسب للطبيب و التغيير التجميلي لجسم الديموقراطية يجب أن يحدث بصرامة و “راديكالية” منقطعة النظير.

سارع الطبيب و طاقمه إلى إرغام الفتاة الحائرة على خلع الحجاب بعد أن عزم صديقاتها و برره شرعا بدعوى الضرورة الطبية، لقد طمأنها بوجود الشعر المصبوغ و المستعار و الموصول.

أما العيون خيرها ما تشاء بين البني و الأزرق و الأخضر معللا ذلك بأفضلية التخلص من السواد. الشفاه رقيقة أو مكتنزة حسب الطلب، و الصدر يكبر أو يصغر على الموضة.

لا خوف بعد اليوم من التجاعيد و آثار العمر، إنها في خبر كان بحقنة بوتوكس. الأنف و الأذن يتم قصهما بالحجم المطلوب و الأرداف تحقن أو تشفط منها الدهون أما الأظافر تركيب …!

لم يوقف الطبيب التجميل عند الشفاه و الأرداف بل طال الصوت أيضا فأراد إخفاء البحة التي كانت ميزة مميزة لأنه يريد للديموقراطية صوتا أكثر نعومة و أنوثة…

(التتمة في الجزء الثاني لهدهد محمود هرواك)

مملكتنـــــــــــــــــــــــــــــا من مراكش الحمراء

هدهد محمود هرواك …

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي