فؤاد عالي الهمة … صديق المــــــــلك ومستشاره
رجال حول الملك، “نافذون في مملكة محمد السادس”، “أقوى رجالات العاهل المغربي”، هذه ألقاب ونعوت مختلفة أطلقت على الشخصيات النافذة والقوية التي تتواجد في محيط الملك محمد السادس في شتى المجالات، السياسية والأمنية والاقتصادية، والتي لها بصمة واضحة مباشرة أو غير مباشرة على الحياة العامة في المغرب.
وإذا كان من غير الممكن حصر لائحة الرجال النافذين في محيط العاهل المغربي، باعتبار أن بعضهم ينأى عن أضواء الإعلام وأحاديث الصحافة، لكن يمكن الإشارة إلى شخصيات محددة تؤدي أدواراً حاسمة لا تخفى في إدارة الشأن العام، وتوجيه بوصلة البلاد تحت إشراف القصر الملكي. من هذه الشخصيات النافذة، فؤاد عالي الهمة صديق ومستشار العاهل المغربي
يُعدّ فؤاد عالي الهمة أحد أقوى رجالات المغرب في عهد الملك محمد السادس، فهو قبل كل شيء صديقه الذي رافقه منذ سنوات “المعهد المولوي” في قصر تواركة بالعاصمة الرباط، حيث درس معه السنوات التعليمية في المرحلة الإعدادية والثانوية، كما رافقه في فترة ولاية العهد إبان حكم الملك الراحل الحسن الثاني، ثم استمر صديقاً مقرباً له عندما اعتلى عرش المملكة، حتى أنه كثيراً ما يُشاهد مرافقاً له في سيارته الشخصية، وإطلالاته الرسمية والخاصة.
الهمة، الذي ينحدر من طبقة اجتماعية بسيطة من منطقة بن جرير وسط البلاد، قبل أن يتم اختياره من بين تلاميذ آخرين متفوقين للدراسة مع ولي العهد حينئذ محمد السادس، وإضافة إلى صداقته للملك، فهو بات وفق مراقبين صلة الوصل بين القصر والنخب السياسية والحزبية في البلاد.
بات الهمة وفق مراقبين صلة الوصل بين القصر والنخب السياسية والحزبية في البــــــــــــــــــــلاد
وبعد أن أسس الهمة حركة “لكل الديمقراطيين” التي تحوّلت لاحقاً إلى حزب “الأصالة والمعاصرة” (المعارض)، وبعد أن تولى مناصب مهمة في وزارة الداخلية، أتى به الملك ليكون بجانبه مستشاراً خاصاً وعضواً بارزاً في الديوان الملكي، ويمسك بالملفات السياسية الداخلية وحتى الخارجية، بدليل تواجده برفقة الملك في زياراته الرسمية لعدد من البلدان.
وعلى الرغم من محاولة هذه الشخصية الكاريزمية النأي عن أضواء الإعلام في البلاد، فإنها تشكّل موضوعاً دسماً للصحف والصالونات السياسية، كما تحظى بهالة من التقدير لدى الكثير من النخب السياسية والحزبية في البلاد، بالنظر إلى قوتها ونفوذها السياسي المتنامي كأحد صنّاع القرار في المملكة.
وظهرت قوة الهمة في الإمساك بمفاصل السياسة والأحزاب في المغرب خصوصاً في فترة الحكومة التي جاءت متزامنة مع “الربيع المغربي” برئاسة حزب ذي مرجعية إسلامية، هو “العدالة والتنمية”، وأيضاً الحكومة التي جاءت بعد انتخابات 7 أكتوبر 2016، إذ كان له دور بارز في ولادة “حكومة الإسلاميين” من خلال صلة الوصل التي لعبها بين الحزب المعني والقصر الملكي.
ولم تُخْفِ شخصيات سياسية مغربية الأدوار التي يقوم بها الهمة في ملعب السياسة بالبلاد، منها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران الذي اعترف بدور الهمة في إخراج حكومته، كما أنه كان مخاطبه الرئيسي لدى الملك، وأيضاً حديث قيادات في حزب “التقدم والاشتراكية” عن “تدخلات سامية” لبقاء هذا الحزب في الحكومة الحالية وعدم الخروج إلى المعارضة.
مملكتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س