للديموقراطية المغربية أن تحذر اكتئاب النجاح و سقم الراحة !
محمود هرواك من مراكش الحمراء
المعتاد أن يفرح الإنسان بنجاحه و تفوقه فيزداد ثقة في النفس تدفعه نحو مزيد من التقدم؛ نفس المثال اعتقدنا أننا سنسير له بديموقراطية الإستئناس بعد رياح “الربيع العربي” فتراءت للناظر أنها انتعشت بدستور متقدم على ما سبقه، صاغه لأول مرة مغاربة في سياق إقليمي ودولي ضهر للوهلة الأولى .
أنه قرر دعم الشعوب و الإعتراف بحقها في حكم نفسها و في تطوير ديموقراطياتها التي كانت توصف بأنها في مرحلة تطورية انتقالية، قرص الموسيقى الإنتقالية هذا للأسف كان بطيئا في دورانه ومتعثرا إلى أن كاد يتعرض غير ما مرة لنوبات انفجارية.
في بلدان أخرى كانت الضريبة ثقيلة و كان الركوب على موج الثورات قاتلا مدمرا مميتا في أبشع المناظر التي لم تشهدها القرون التي قد خلت؛ بين سوريا التي اجتثت من أعلاها إلى أسفلها في جرم إنساني يندى له جبين الزمن و الحظارات و الإنسانية و بين ليبيا و مصر و اليمن اليوم؛ أي وطن نبكي!؟ ضريبة ثقيلة تكبدتها الأرواح و سالت بدمارها شوارع الدماء.
حينها رتب التونسيون و المغاربة تعقلا كل على طريقته إصلاحا ديموقراطيا بعدما التقطت الدولتين أنفاسهما و أخذتا شهيقا و أطلقتا زفيرا مرتين أو ثلاث بعمق حتى يتحن لعضلات البطن المريض الإنبساط و طرد التوتر.
عندنا في المغرب كان الإصلاح شبيها بتلك المرأة التي تذهب إلى عملها و هي تحمل معها صراخ أطفالها محملة بشعور بالذنب يطردها! بين احتياج أطفالها لها و حاجتها هي للعمل.
لقد كانت تجربة بنكيران رئيس الحكومة السابق على تميزها يطبعها عدم الشعور بالأمان النفسي، وساوس، مخاوف، حساسية زائدة و تجاذبات بينه و بين من سماهم التماسيح و العفاريت لكنه دبر المرحلة بنجاح جعله يتصدر وحزبه المرتبة الأولى في انتخابات السابع من أكتوبر تشرين الأول!
اليوم و بعد مضي سنة على ما سمي “بالبلوكاج” الذي تبعه إعلان رئيس حكومة جديد تسارعت الأحداث بين ملفات شائكة عرت هشاشة الأحزاب و النقابات و كل المؤسسات المفروض فيها لعب دور الوساطة بين الدولة و المواطنين وانتشرت ضبابية كادت أن تأتي على الأخضر و اليابس و فقد جزء كبير من المغاربة الثقة في الحكومة و في الإستثناء المغربي خصوصا بعد تصريحات زعماء أحزاب الأغلبية التي أججت شرارة الغضب عند المغاربة.
تسفيه الفعل و الفاعل السياسي استدعى تدخل أعلى سلطة في البلاد ململما الجراح بصلاحياته الدستورية لإعادة الوزن و الإعتبار؛ تدابير غير مسبوقة زلزلت أركان الحكومة و أتت بإعفاءات شملت لأول مرة وزراء أتبعهم والي و عمال و باشوات و قبل ذلك عفو جزئي على معتقلي حراك الريف.. فمن يلتقط الإشارة و هل هناك من لبيب حكيم!؟ (سؤال استنكاري!!)
في وطننا و بعد أن أيقن المواطن نبل الحرية و ذاق طعمها ما عاد للخوف منزلة في النفوس و الأفئدة و صار التخوين عنوانا لاغيا من أساليب البهتان المكشوفة، لقد بات المغربي أكثر شجاعة و قوة في دفاعه عن حقوقه و مكتسباته الديموقراطية و هذا للأسف ما لا يستسيغه صناع الفساد الذين يسعون إلى تخويفه و ترهيبه باعتقال الصحفيين و توجيه القرار السياسي و التحكم و ادعاء القرب من الملك مطية لتنزيل صك فساد قد ولى زمنه الغابر.
لهؤلاء نقول لا تتعجبوا إذا رأيتم الطيور تفر محلقة عاليا في الأفق و في نيتكم إطعامها؛ فهي عكس كثير من البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز.
رسالتنا: حرية أقلامنا و استقرار أوطاننا و الحفاظ على مكتسباتنا أغلى من فتات خبزكم.
مملكتنـــــــــــــــــــا.م.ش.س