جبل ايروجان الشاهد الحي عبر الازمان والعصور
بقلــــــــــم / ع.ا
ذاك العملاق الصخري الواقف بثبات لا تزعزعه الاعاصير ولا قوى الاقدار ان زمجرت وهددت .
ذاك الشاهد على قرية به عرفت من يوم ان وطئتها اقدام الانام .
تلك القمة التي شرفت بصدى تراتيل ووظائف الاولياء والصالحين ….
في صباح كل يوم يشرف ناظري بتأملات فيه اذ افتح باب منزلي المؤقت في مدشر لي فيه افراح واحزان …
اقرأ في الجبل كتابا مشهودا ناطقا ( والى الجبال كيف نصبت) .
فيقفز الى ذهني آل النور وقدر ساقهم من دمنات الى والى ثم الى والى ثم شرف بعد بهم سفح صخر ايروجان .
فملاؤا ارجاءه علما وتقوى …ولاية وصلاحا …امرا ونهيا …
كرامات وعرفانا …
ثم مضت ازمان وتلتها قرون ومات من مات وولد من ولد ونسي من نسي ولم يتبق من كل ذلك الا اخبرني جد جدي …
وسمعت من فلان بن فلان …
حتى غلب الكذب الصحة وحل محل الصدق البهتان .
وبقي الجبل صامدا ولسان حاله يقول ما هكذا كان الحال ولا بما تقولون وتدعون شهد ماضي ذلك الزمان .
وتحدث الجبل وقال لقد كان هذا السفح يشهد بالصدق والايمان .
وحتى الوحش والطير اهتدى والكل في امان …
فالخير مغدق والبر واصل والخير موجود والباري معطاء منان …
لكن ذهب اهل الخير وهل بقي منهم الا القليل .
اني شاهد شاهد عليكم ولو اني جلمود صخر فلي لسان ومقال …
لقد تبدلت احوال اهل السفح وصار منهم المقاطع والهماز والطعان وذي الرذيلة والبهتان وسوء الاحوال .
وصاحبي الذي كنت اشذو بترانيمه قتلوا صوته بنعيق كصوت الغربان .
لم اصمد والله الا اجلالا للبيت بيت العبادة ومسكن الملائك وعباد الرحمان .
فمن الهين ان اهبط واغطي كل ذي روح بهائم وانسان .
فقد طال الظلم والجور فما القبة الخضراء الا مثلي شاهدة على كل الاحوال .
فقد نثنت احوالها من ظلم ناكري الخير من بني الانسان .
اما انا كجبل فقد اسود وجهي ومات نبتي جراء ما يصعد الى من بخار ذنوب عصاة من يأتي ويروح الى قبة مدشر ابي يعزى ذو الولاية والاحسان .
يا اهل سفحي اتقوا الله في فما اعلاني ربي الا ان اكون ممن يشهد عليكم يوم تنطق الجلود الايدي والارجل والالسان والجمادات والانعام .
اما تخشون انهياري عليكم بامر من ربي الرحمان الرحيم .
لولا الصالحون منكم والاطفال الرضع والبهائم الرتع على سفحي لدفتنكم فقد طال من بعضكم الحجود والنكران .
لكني منتظر امر العزيز الجبار ذو العزة والجبروت …
فقلت يا جبل لا تغضب بالله عليك فأنت والله فخر لهذا المكان .
وشرفت بالعلو وثبيت الارض فلك والله منزلة عند الملك الرحمان .
انسيت يا جبل ان المدشر بك يعتز فشموخك شموخه وعزك عزه .
انسيت يا جبل ان ربنا امرنا بالتأمل فيك وجمال ضباب الصبح على قمتك يسحر الالباب والعقول .
دع عنك من اساء اليك وكل امرهم الى الله وادع لهم بالتوبة والرجوع للهداية والغفران .
فتنهد الجبل وقال اذهب لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين .
وخطوت خطواتي وقلت يا رب ثبت الجبل فلسنا نطيق زلزاله ولا بكاء الاطفال ولا هدم المنازل ولا الويل والثبور .
وسحت في ظلمات الزقاق فلم ار ولا نور مضيئا في دار من دور اهل سفح الجبل والمؤذن ينادي اهل المدشر ان حي على الصلاة حي الفلاح .
ووقفت هنيهة وقلت يا صبح اليوم اشهد انت كذلك على صدق الجبل وكذب بني الانسان…
مملكتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س