عيد العرش المجيد مناسبة لتأكيد الوفاء الصادق بين العرش والشعب 

الجمعة 20 يوليو 2018 - 12:36
عيد العرش المجيد مناسبة لتأكيد الوفاء الصادق بين العرش والشعب 
الرباط  –  تشكل الذكرى 19 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، عرش أسلافه الكرام، التي ستحل يوم الثلاثين من شهر يوليوز الجاري، مناسبة لتأكيد الوفاء الصادق الذي يتبادله العرش والشعب، وتجديد العهد المقدس الذي يلحم بينهما بأواصر البيعة الشرعية المتجذرة منذ قرون، والتعبير عن الالتزام المتبادل بين الملك والشعب لرفع التحديات وتخطي المعيقات كيفما كانت طبيعتها.

عيد العرش مناسبة تكتسي دلالات كبرى ومعان كثيرة وأهدافا ومقاصد عميقة، وتصور، بصدق، مدى التشبث المتين وتعلق الشعب المغربي بأهداب العرش العلوي المجيد، والتطلع نحو تحقيق المزيد من الانتصارات لهذا الوطن، وفرصة لشحذ الهمم ولتجديد العزائم وتوطيدها والاندفاع إلى الأمام في تشييد صرح المغرب الحديث.

  وتشكل هذه المناسبة الوطنية المجيدة فرصة للوقوف ، ملكا وشعبا، في لحظة تأمل، عند ما تم تحقيقه وما يتعين القيام به لبناء مغرب مزدهر جدير بأبنائه.
    وقد أكد ذلك جلالة الملك محمد السادس، في أول خطاب للعرش، بقوله “إننا نطمح إلى أن يسير المغرب في عهدنا قدما على طريق التطور والحداثة، وينغمر في خضم الألفية الثالثة، مسلحا بنظرة تتطلع لآفاق المستقبل في تعايش مع الغير، وتفاهم مع الآخر محافظا على خصوصيته وهويته، دون انكماش على الذات، وفي كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة”.

  وفي هذه المناسبة أيضا تكتسي كل مدن المغرب وأقاليمه حلة جديدة يعبر سكانها عن فرحتهم وتأييدهم وتعلقهم بملكهم، معترفين ومكبرين ما يبذله من جهد متواصل من أجل إسعادهم، وما يتخذه جلالته من قرارات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وتنموية لفائدتهم، مناسبة لاستحضار المنجزات الكبرى الرائدة التي عرفها المغرب في العهد المحمدي الزاخر بالأمجاد والمكرمات، والتحولات التي شهدها على امتداد السبعة عشرة سنة الماضية والتي جعلت المملكة ورشا كبيرا مفتوحا.

   إنها ذكرى يبتهج بها الشعب المغربي قاطبة في كل ربوع وأقاليم المملكة، ويفرح بها ويستبشر في كل مدينة وقرية، ويرى فيها ذلك الرمز الخالد، المتوارث كابرا عن كابر، والمتواصل ماجدا عن ماجد، المتمثل في الولاء والإخلاص والوفاء لجلالة الملك وللعرش العلوي المجيد.

  كما أنها مناسبة مواتية لتأكيد الخيارات الأساسية للبلاد التي كرسها الدستور الجديد للمملكة٬ الذي أجمعت الأمة على اعتباره ميثاقا متميزا٬ بما يفتحه أمام المغاربة من آفاق المشاركة الفعالة، ومناسبة سانحة لاستلهام روح الوفاء والعطاء المستمر، لمواصلة العمل والكفاح من أجل استكمال بناء مغرب الوحدة والتقدم والتنمية الشاملة.

  وتحل الذكرى ال18 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الغر الكرام، هذه السنة، في مرحلة جديدة تتسم بمواصلة الإنجازات التي تحققت منذ اعتلاء جلالة الملك العرش، والإصلاحات الكبرى والأوراش المتعددة والمتنوعة والكبيرة التي أطلقها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك والتي ساهمت، بشكل كبير، في ارتقاء المغرب إلى مراتب عليا ضمن الدول الديمقراطية، وحولت المملكة إلى ورش كبير مفتوح، وقادت المملكة نحو الحداثة دون التفريط في هويتها.

   وقد اتسمت هذه المرحلة بانخراط المغرب في إصلاحات اقتصادية عميقة لتعزيز البنيات التحتية للمدن وتحسين تهيئتها وفك العزلة عن العالم القروي، من خلال تزويده بالتجهيزات اللازمة وتوفير المناخ الملائم لتحفيز الاستثمار، علاوة على نهج سياسة للتأهيل الاجتماعي، وتعزيز ورش العمل الاجتماعي والتنموي بإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2005، الرامية إلى محاربة الفقر والتهميش والإقصاء الاجتماعي.

   وحرص جلالة الملك، في هذا الإطار، على جعل العنصر البشري، خاصة فئة الشباب، في صلب كل المبادرات التنموية، وتجسد ذلك في مختلف مشاريع وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حققت نتائج إيجابية في النهوض بالفئات المعوزة، ومكنت من سد الخصاص بالمناطق الأكثر هشاشة، التي تفتقر إلى التجهيزات الأساسية الضرورية.

   ويتيح الاحتفال بهذه المناسبة المجيدة استحضار ما حققه المغرب من إنجازات ومكاسب هامة شملت٬كذلك، إصلاح الحقل السياسي من خلال تطوير الآليات الديمقراطية، والإصلاحات الهامة التي عرفها الحقل الديني.

   وعلاوة على الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالة الملك للملفات الاجتماعية والحقل الديني وترسيخ الصرح الديمقراطي وبناء المغرب الحداثي وغيرها، فإن جلالته لم يأل جهدا في الاهتمام بقضايا السياسة الخارجية وكذا بالقضايا العربية والإفريقية في مقدمتها القضية الفلسطينية وتحقيق تنمية القارة الإفريقية واستقرارها، وهو ما تعكسه الزيارات المتكررة لجلالة الملك لعدد من دول القارة .

  وتوج هذا التوجه الإفريقي بعودة مظفرة للمغرب إلى أسرته المؤسساتية الإفريقية ، وهي العودة التي لقيت ترحيبا إفريقيا ودوليا لافتين يعكسان مدى الثقة والمصداقية التي تحظى بها المملكة في محيطها الإقليمي والدولي.

    إن مسيرة العرش والشعب مسيرة تاريخية وثورة مستمرة لا ينضب لها معين، فشعار “الشعب بالعرش والعرش بالشعب”٬ الذي تردد منذ بداية الكفاح من أجل الاستقلال٬ ساهم في إذكاء جذوة النضال من أجل الحرية والانعتاق٬ كما أنه اليوم ضمان لمستقبل مزدهر تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله.

مملكتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)

الخميس 28 ديسمبر 2023 - 18:39

بوجدور .. وحدة تابعة للقوات المسلحة الملكية تقدم المساعدة لـ59 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء

الأحد 24 ديسمبر 2023 - 21:16

“M’otion” فضاء جديد بمراكش مخصص لكبار المبدعين المغاربة