لن نكون كما تريدون …
لحسن العثماني
أيها الناس، قاوموا شهوة التدخل بالآخرين، والحديث عنهم وإصدار الأحكام عليهم، علاقاتنا السياسية مع الأخ امحند العنصر أسمى من أن تتدخلوا بها يا بني البشر.
سنرقص في الشوارع ونمارس طقوس فرحنا كما نشاء، وسنعيش جنوننا كما نشتهي، دعونا كالأطفال لا يهمنا سوى سعادتنا، لا يهمنا سوى أن نحاول أن نجلس الطفل بداخلنا على أرجوحة الزمان ليبقى ضاحكا، دعونا نكافح في معارك حياتنا دون تقييماتكم، سنرتدي من الثياب ما يضحككم إن استرحنا بها .
سنستمع إن أردنا للموسيقى الصينية، ونترنم على سيمفونية بيتهوفن الثامنة، ولن نتقيد بكلامكم ونصائحكم الغريبة، وسنغازل من نحب جهارا، سنحب ونفترق، ونتزوج ونطلق، وأبواب العزوبية سنطرق، متى ما وجدناها خيارا، سنُخطئ ونتعثر، ونحاول ونصيب، ونفشل وننجح، ولن نمارس ما لا تطيقه أنفسنا من أجلكم، سنسلك الطريق رقم 13 الذي تنشرح صدورنا له، فالطريق طريقنا، والخطى خطانا، والنور في قلوبنا حصانة، أيها الناس لسنا بقرة صفراء تسر الناظرين.
إن أردتم الصدق، ضقنا ذرعا بكم وبما تتوقعون منا، وحديثكم وتدخلاتكم بشؤون لا تعنيكم، تنشغلون في إظهار نقائص بعضكم، سوء الظنون ينهككم، الصمت تنكرتوا له ولفضله، ولم تعودوا تعرفونه، تنتظرون زلات بعضكم في مطارات انتقاصاتكم، يشغلكم تحريم أفعال بعضكم، تُرهقكم فكرة أن ينجز أحد بطريقة ليست على هواكم، تشككون في سلامة نوايانا، تقارنون ما بقلوبكم بما في قلوبنا، تصنفوننا كما تشتهي ذائقتكم، تضعوننا بقوالب على مقاييس أمتار ظنونكم، تحددون لنا المواضيع التي يجب أن نتحدث بها، أيها الناس لن نكون كما تريدون…لنا فيما نعشق مذاهب…
وتدخلاتكم بعلاقاتنا مع الآخرين سيقتبسها الزمان ويضع بعدها “هذا ما قاله الخاسرون”، فالخطأ في عقولنا أشهى من صحيح عقولكم، فدعونا نستنشق حريتنا، ونمارس طقوس حياتنا فإنها وإن طالت واحدة، أيها الناس.. دعوننا وشأننا…العنصر لبغينا …
مملكتنا.م.ش.س