اختتام أشغال الجامعة الخريفية للسجون بأيت ملول

الخميس 27 سبتمبر 2018 - 11:42

اختتام أشغال الجامعة الخريفية للسجون بأيت ملول

محمد بواقسيم / أكادير

يسدل الستار اليوم على أشغال الدورة الخامسة لتظاهرة “الجامعة بالسجون “( الجامعة الخريفية ) المنظمة على مدى يومين من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، تحت شعار “تقوية القدرات الابداعية للسجناء ، رافعة للإدماج “ بمقر السجن المحلي بأيت ملول .

   وفي إطار الانفتاح على التجارب الدولية في مجال التأهيل لإعادة الادماج، اختير للجلسة الأولى موضوع “الابداع بالسجون تجارب دولية” استعرضت خلال هذه الجلسة تجارب دول كفرنسا والولايات المتحدة الامريكية، بالإضافة الى تجربة المغرب .وقد عرفت هذه الدورة من الجامعة بالسجون مشاركة أزيد من 200 سجينا جامعيا، وهي مناسبة ستتيح لهم إبراز كفاءاتهم المعرفية وتثمين ما تحصلوا عليه من تعليم وتكوين خلال مسارهم الدراسي.اما هذا النشاط السنوي الذي تنظمه المندوبية يعتبر محطة ثقافية وتثقيفية تفتح في إطارها حوارات ونقاشات بين ثلة من الأساتذة والمفكرين والمبدعين والسجناء الحاصلين على شواهد جامعية، من أجل إبراز مواهبهم في مجالات إبداعية مختلفة من بينها الرسم، والصناعة التقليدية، والزخارف والأدب والمسرح، وغيرها من المجالات، التي يبدع فيها نزلاء مختلف المؤسسات السجينية في المغرب.

   واعتبر محمد صالح التامك المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في كلمة له خلال افتتاح فعاليات هذه التظاهرة أن هذا النشاط :” يأتي في إطار الدينامية المتجددة والجيل الجديد من البرامج التأهيلية التي تروم تثمين قدرات السجناء وتمكينهم من اكتساب مهارات تساعدهم على معالجة المشاكل التي تعترض مسارهم والتفاعل بشكل إيجابي مع مستجدات الحياة اليومية، وتسمح لهم بتحصيل المعرفة واستدماج القيم الصحيحة، والفضلى للمجتمع والقدرة على تجسيد كل ذلك وجدانا، فكرا وابداعا.” وأضاف ذات المسؤول ” أن المندوبية العامة جعلت من تشجيع المبادرات الفنية للسجناء والنهوض بإبداعاتهم أحد ركائز إستراتيجيتها المتعلقة بتأهيل السجناء للإدماج من خلال تنزيل مجموعة من البرامج التي شجع على الابتكار والإبداع.

     و قدم محمد الصبار رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في كلمته مقاربة دولية لأهمية إصلاح السجناء ، متحدثا عن آخر ما وصلت إليه التجارب الدولية في علم الإصلاح والتهذيب في الأوساط السجنية، مشيرا إلى ان المجلس يتابع الجهود التي تبذلها المندوبية في بلورة استراتيجية تجمع بين فلسفة العقاب، والوقاية من التعذيب من جهة ، والإصلاح والإدماج من جهة أخرى.

     و في هذا الصدد أشار إلى أن المندوبية العامة جعلت من تشجيع المبادرات الفنية للسجناء والنهوض بإبداعاتهم أحد ركائز استراتيجيتها المتعلقة بتأهيل السجناء للإدماج من خلال تنزيل مجموعة من البرامج تشجع على الخلق والابتكار والإبداع من بينها:

البرنامج الوطني للمسابقات:

ويشتمل على 34 مسابقة من بينها 11 مسابقة في مجال الإبداع وهي: الفن التشكيلي، الخط العربي، الشعر، الزجل، القصة القصيرة، الراب لفائدة النزلاء الأحداث، المسرح، الموسيقى، العزف المنفرد، الأشغال الفنية اليدوية لفائدة النزيلات وأسبوع الكتاب.

   وتم في ذات السياق برسم سنة 2018 إحداث مسابقات تهدف إلى إبراز إبداعات السجناء في مجال الكوميديا وصقلها وتطويرها على يد فنانين محترفين، كما أبان عنه السجناء المشاركون خلال هذه الدورات، وهذا دليل على إرادتهم الصادقة واستعدادهم الواضح للاندماج الفعال في المجتمع، وفي نفس الوقت محفز للمندوبية العامة للمضي قدما في اعداد برامج من هذا القبيل تعنى بالفكر والعلم والرقي بمستوى التفاعل مع القضايا والاشكاليات المجتمعية في إطار مواطنة مسؤولة وفاعلة.

   ومن جانب آخر تم إصدار مؤلفين يتعلقان بإبداعات السجناء: الأول بعنوان CARTcéral  ويضم أفضل إبداعات السجناء في مجال الفن التشكيلي والخط العربي، والثاني تحت عنوان “صناع مصير مغاير” وهو عبارة عن قراءات وتأويلات فلسفية تحاول تقريب القارئ من الأبعاد الوجودية والإنسانية العميقة للإبداعات اليدوية للنزلاء في المجالات الحرفية المتعددة كالخزف والنجارة والزرابي والحدادة وغيرها .

   وتم تنظيم مسابقة أفضل منتوج حرفي وذلك في إطار الشراكات التي تعقدها المندوبية العامة لتشجيع الإبداع مع منظمة البحث عن أرضية مشتركة في إطار مشروع “حياة جديدة، أمل جديد” وتهدف هذه المسابقة إلى تشجيع إبداعات السجناء والرفع من مستوى قدراتهم وكفاءتهم في مجال تصميم وصنع منتجات ذات قيمة حرفية وفنية وإبداعية عالية.

   وتحفيزا للسجناء سيتم تتويج السجناء الفائزين في هذه المسابقة خلال الحفل الختامي لهاته الجامعة، تقرر بموجب مقرر تنظيمي منح مقابل مادي في حدود 2000 درهم للمعتقلين الذين يزاولون نشاطا أدبيا أو فنيا بالمؤسسات السجنية، وذلك عن طريق لجنة مركزية تناط بها مهمة معاينة الأعمال الأدبية والفنية للمعتقلين حسب معايير تضعها اللجنة وتأخذ بعين الاعتبار المجهود الإبداعي للمعتقلين ومدى انخراطهم في برامج التأهيل لإعادة الإدماج. كما تتوزع أشغال وأنشطة هذه الدورة على خمسة جلسات تبحث في كيفيات تقوية القدرات الإبداعية للنزلاء انطلاقا من عدة زوايا: مهنية وأكاديمية ونفسية وحقوقية ومؤسساتية وكذا سوسيولوجية.

   وفي نفس الصدد، تم إطلاق برنامج فرصة وإبداع في إطار شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء يروم تأهيل السجناء وإبراز كفاءاتهم الحرفية والفنية. وفي سياق متصل، تم إحداث موقع بشبكة الأنترنت للسجناء الموهوبين بمعية منظمة البحث عن أرضية مشتركة يتم من خلالها عرض إبداعات السجناء في شتى المجالات مع إرفاقها ببيانات حول مؤهلاتهم المعرفية والاجتماعية، مما يتيح لرواد الشبكة إمكانية دعم النزلاء الموهوبين أو حتى التكفل بهم.

   هذا، وقد تم توقيع مجموعة من الاتفاقيات خلال حفل انطلاق الجامعية الخريفية من بينها اتفاقية شراكة بين المندوبية العامة للسجون ووزارة الثقافة، واتفاقية أخرى بين المندوبية وجامعة ابن زهر بأكادير ونظرا لنجاح هذه التجربة الأولى، عمدت المندوبية العامة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية إلى تعميم هذا البرنامج ليشمل عشر مؤسسات سجنية بالمغرب.

  وستختتم أشغال الجامعة الخريفية بجلسة خامسة حول موضوع: “حق السجين في الثقافة”. وهو محور ينطلق من حق كل فرد في الثقافة بكل تجلياتها المعرفية والفكرية والابداعية. وتكريسا لهذا الحق الذي تكفله المواثيق الدولية والمرجعية الدستورية والقانونية الوطنية، سيكون للسجناء الطلبة موعد مع متدخلين يناقشون هذا الموضوع من منطلق الاختصاص الذي يجمع بين الأبعاد الحقوقية والقانونية والإصلاحية.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 22:31

السفير الفرنسي يرتدي الدراعة الصحراوية بالعيون في زيارة غير مسبوقة إلى الأقاليم الجنوبية

الثلاثاء 12 نوفمبر 2024 - 19:04

الأيام الاقتصادية المغربية الفرنسية بالأقاليم الجنوبية تعزز الشراكة المستقبلية

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)