الاحزاب و مشكلة النخب و التدبير
نور الدين اعباد
هناك حقيقة تواجه بها الأحزاب السياسية المغربية تتصل بمستوى الأداء السياسي والتشريعي للمنتخبين و طريقة تدبير هم للشأن العام و المحلي ، حيث يلاحظ للعيان ان مسألة الانتذاب البرلماني الذي صار ريعا سياسيا و مرضا عضالا يعاني منه اغلب الأحزاب السياسية سواء القديمة منها او الجديدة الحداثية منها او التي تصنف نفسها يمينية او محافظة .
حيث تعمل في كل فترة انتخابية على التسابق على انتذاب نفس الوجوه المعروفة و المتحكمة مند مدة في المشهد السياسي و الحزبي ، و هو ما يطرح إشكالات حقيقية تمس التغيير الذي ينشده الجميع في هذا البلد الذي يئس شبابه من الفساد ومن الوعود الكاذبة ،و من ضعف التنمية المحلية و مشاكل أخرى تتعلق بالبطالة و الفقر …الخ
مما ادى لا محالة الى عزوف اغلبية الشباب المغربي من المشاركة الفعالة في الانتخابات و الابتعاد كليا من صنع القرار السياسي . فبدل من فتح المجال امام الكوادر و النخب الشبابية التي تستطيع ان تعطي نفسا جديدا للمشهد السياسي و للتنمية المحلية إن تم الأخذ بيدها و مساعدتها و الوثوق في قدراتها و امكانياتها .
فإن أغلبية الأحزاب لديها مقاربة تحكمية منغلقةمخالفة للقيم الديمقراطية التي تدعوا الى الانفتاح و الى تداول السلطة ،حيث تعمد الى اقصاء النخب والكفاءات الجديدة التي لا تستطيع ان تنخرط فعليا في العمل السياسي ، و في المشاركة في إدارة الشأن العام على المستوى الوطني أو المحلي.
و بالتالي تعيد انتاج نفس الأشخاص و الوجوه الذين يحولون المجالس بعد انتخابهم الى حلبة للصراعات السياسية ، و لتبادل الاتهامات مع الأطراف المتعارضة و تبقى بذلك مصالح المواطنين هي المتضرر الوحيد حيث تعطل ، ويتم بذلك تضييع فرص التنمية محليا ووطنيا .
مملكتنا.م.ش.س