Advertisement
Advertisement

حينما تفقد الحاضرة الشرقاوية أحد دعاماتها – المرحوم الحاج الحبيب الناصري الشرقاوي

الأربعاء 28 نوفمبر 2018 - 21:43
حينما تفقد الحاضرة الشرقاوية أحد دعاماتها – المرحوم الحاج الحبيب الناصري الشرقاوي
        محمد الشرقاوي البزيوي 
 باحث في قضايا التاريخ المعاصر والراهن
 
فقدت أبي الجعد صرحا من صروحها العلمية و دعامة من دعاماتها الروحية، حيث رحل إلى دار البقاء العالم الجليل قيد حياته الحاج محمد الحبيب الناصري الشرقاوي أصلا و نسبا ابن محمد بن محمد بن أحمد الزاكي بن محمد ابن الشيخ سيدي علي بن و لي الله الشيخ و القطب الرباني سيدي المعطي بن الصالح، صاحب المؤلف الشهير “ذخيرة المغنى و المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء و التاج” و  ذلك يومه الأحد 21 أكتوبر2018، بمدينة الأولياء مراكش، حيث وري الثرى في موكب مهيب بمدينته الأصل: أبي الجعد التي عرفها و عرفته و أحبها كما أحبته ليدفن فيها مخلفا أثرا طيبا بين ساكنتها شهد به الموكب الجنائزي الحاشد الذي حضره أبناء المدينة من كل حدب و صوب، يتقدمهم وفد وازن من شخصيات: دينية و إدارية و عسكرية و سياسية.
 
المرحوم الحاج الحبيب في سطور:
 
المرحوم من مواليد أبي الجعد سنة 1933 م، درس مختلف العلوم العقلية و النقلية بالزاوية الشرقاوية قبل أن ينتقل إلى القرويين بفاس عاصمة العلم و العلماء، سجن و عذب خلال الحقبة الإستعمارية سنتي 1953 و 1955م، عقب انتسابه آنذاك لحزب الإستقلال.  فأبو الجعد كمثيلاتها من المدن المغربية عرفت إشعاعا لهذا الحزب الذي تأسس حسب شهادتي الحبيب السموني أحد المنخرطين ضمنه سنة ِ1944 .
وحسب إفادة المرحوم بلعباس السايح مؤسس فرع حزب الاستقلال بأبي الجعد سنة 1942م، بكتاب الفقيه سي حمزة، وبذلك قام مجموعة من الوطنيين بالتوقيع على العرائض التأكيدية على ذلك من أمثال: محمد بن خلوق، و عبد الواحد الشرقاوي، و الفقيه الحاج محمد السموني، و محمد بن عبد الله الشرقاوي، و مجموعة من الوطنيين اعتبرتهم التقارير الإستخباراتية الفرنسية من العناصر الخطيرة في الحزب أغلبهم تم القبض عليه من قبل الحاكم المدني آنذاك أطرولي، و زج بهم في السجن ومنهم من تعرض للنفي كان أبرزهم المرحوم الحاج الحبيب الناصري.
شغل المرحوم مهمة عضو مجلس النواب خلال الولايتين التشريعيتين لسنتي 1963-1972 ككاتب ومقرر للبرلمان،كما أن أنشطته السياسية عززها بمواقف إنسانية في الميدان الديني و الجمعوي، كيف لا يتأتى له ذلك و هو سليل الأسرة الشرقاوية المعروفة بالخير والصلاح.
 
فبالإضافة إلى الميدان العلمي، كانت له مناصب ريادية في كل من: الهلال الأحمر المغربي و المنظمة العلوية للمكفوفين، و جمعية المقعدين، و رئيسا لجمعية المادحين بمدينة أبي الجعد.
 
أشرف الراحل على رئاسة المجلس العلمي للمنطقة الوسطى بكل من عمالات أقاليم: الجديدة، سطات، بن سليمان خريبكة، بني ملال، أزيلال سنة 1994 م، ثم رئيسا للمجلس العلمي لجهة الشاوية ورديغة سنة 2001، و رئيسا للمجلس العلمي المحلي بخريبكة، و يعتبر في نفس الوقت عضو الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب، كما أطر من موقعه الديني مجموعة من الندوات في كل من أوربا و بعض الدول العربية.
 
أقر الراحل في عدة لقاءات له بأنه عصامي ببيت شعري: نفس عصام كونت عصاما علمته الكر و الإقدام.
 
إن سيرة الراحل ستشكل مادة علمية و أكاديمية في دراسة النخب الدينية و مواكبة مسارات الفاعل السياسي و الديني بالمملكة المغربية.فرحم لله الفقيد و عزائنا في فقدانه لأبناء الزاوية ككل و أبنائه و حفدته على جملة الخصوص، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
 
مملكتنا.م.ش.س

Loading

Advertisement

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)

الخميس 28 ديسمبر 2023 - 18:39

بوجدور .. وحدة تابعة للقوات المسلحة الملكية تقدم المساعدة لـ59 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء

الأحد 24 ديسمبر 2023 - 21:16

“M’otion” فضاء جديد بمراكش مخصص لكبار المبدعين المغاربة