الملائكة يشنقون انفسهم في وادي زم قصة من واقع الانتحارات

الخميس 28 فبراير 2019 - 18:57

الملائكة يشنقون انفسهم في وادي زم قصة من واقع الانتحارات

فتح الله احمد

ترقد الان وحيدة في رف بارد من ثلاجة الموتى منتظرة طقسا اخر اكثر قساوة مما عانته بعدما ودعت بالامس هذا العالم الذي لم تعرف فيه طعم الحنان !!!

حين قررت ان تلتحق بقافلة أولئك الذين اقاموا على انفسهم حد ازهاق ارواحهم ليتخلصوا من عالم بلا امنيات ، بلا احلام ، بلا ابتسامة ، بلا اي امل ، ومن دون كل تلك الأشياء الجميلة التي يستحق الانسان عناء العيش من اجلها ، في مدينة يرسم مسؤلوها على وجهها كل الوان البؤس !!!

لم تكن سلمى تعرف ان في الموت يجد المرء خلاصه من هذه الدنيا حين تعاكسه ببؤسها وفقرها وتجثم على كل ابواب سعادته ، وتجعله منبودا حتى من مقربيه …هي هكدا سلمى الطفلة الجميلة التي ذهبت وتركت وراءها حكاية حزينة !!!

قدفها القدر قبل 14 سنة ذات ربيع لتزهر في حديقة حب زوجين قادهما الهيام الى الضفة الأخرى ، حيث كانت اسبانيا مسقط الراس ..هناك قضت جزءا من طفولتها الاولى ، في جنة الالعاب مع ملائكة من نوع اخر ..كانت تلعب وتمرح ..وتلهو..لاشيء يعكر صفو جنتها الطفولية تلك !!!
ذات يوم وقد بدأت تتذكر معالم العالم الذي كانت تعيش فيه . اكتشفت نفسها فجأة انها تعيش حياة اخرى . وفي بلاد مختلفة ، حينما تغير بسرعة البرق في حياتها كل شيء !!

ولم تعد تعش صحبة والذيها !!!

لقد انفصلا عن بعضهما منذ امد بعيد ، وكل منهما بدأ مشواره من طرف اخر ..وحتى هي وجدت طرفا لنعيش معه !! انها جدتها الستينية بعدما قررت الام تركها عندها بوادي زم ، وعادت الى حضن شريك اخر تتمم معه مشوار العمر !!!

كبرت سلمى ، وفي مخيلتها كل تلك الذكريات المغتصبة لبراءة طفولتها الاولى ، التي عاشتها في تلك الجنة ، قبل ان تخرج منها حين حلت خطيئة الانفصال بوالديها ، وحملاها الى مكان مختلف ورحلا كل في طريقه !!!

قبل ان تشنق نفسها بالامس كانت كل حكايتها الحزينة تخفيها خلف ابتسامة مصطنعة ، وضعت اخر نقطة منها في سطرها الاخير بعد ان اشترت لجدتها اخر خبزة من بقال الحي !

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي