السباق نحو 2021 خصومات جديدة و توافقات مثيرة
و نحن على مشارف النصف التاني من الولاية التشريعية للبرلمان المغربي بدت على الساحة السياسية بعض التشنجات بين مكونات الأغلبية و هو ما سيندر بحرب طاحنة في الإنتخابات القادمة بين الأحزاب الطامحة لقيادة الحكومة ما بعد 2021 و تلك التي تطمح التموقع و الحفاظ على مكانتها في اَي أغلبية ستتشكل و هنا الصراع القادم هو صراع على عدة مستويات و أكيد ان المعترك سيعرف تدخل لاعبين جدد من شأنهم إعادة رسم الخريطة السياسية للمملكة المغربية وفق التوجهات و مصالح الوطن .
اليوم نحن نقف عند احتقان الشارع المغربي في ما يخص قطاع التعليم و المخاضات السياسية الدي طفت على السطح سواء في تنزيل الرؤيا الإستراتيجية للمملكة في قطاع التعليم أو بخصوص الأساتذة المتعاقدين لكن الأمر في هده المرحلة تعدى اختلاف المناهج و الرؤيا الى ما هو إديولوجي و هنا لابد ان نرى كيفية تعامل الحزب الذي يقود الحكومة مع قضية تعليم العلوم باللغات الأجنبية و محاولة استفزازه للأطراف الأخرى عبر بلقنة الموضوع في قضية الدين و تهديد الهوية الإسلامية .
و هدا ليس هو المشكل بل ان هدا الحزب بعد تراجع مشروعه الإسلاموي السياسي بشكل كبير بدأ يلعب على أوتار الدين و العرق محتكرا لنفسه الحق دون غيره في ضل المرتكزات الدستورية التي تنص على ان المملكة هي دولة إسلامية و ان إمارة المؤمنين للملك دون غيره حفاضا على عدم المغالاة باسم الدين و المتاجرة به ان الوضع ليس بجديد ففي عهد بنكيران عشنا فصول الصراع بين الأصالة و المعاصرة و البيجيدي و اليوم تبدل اللاعب ليصبح التجمع الوطني للأحرار و حزب الإستقلال و الحركة الشعبية كبديل استراتيجي فاعل و دو مرجعية تاريخية في المشهد السياسي لعقود .
مما يضعف أكثر الحزب المترئس للحكومة الشيء الذي يدفع به الى لعب أخر أوراقه بهدم الثقة في المؤسسات السياسية و اثارة الحقد و الكره للسياسيين و تكرسه تلك الأفعال في التشهير و التغليط مع العمل على تحصين قواعدها وهنا تستطيع تصدر الإنتخابات المقبلة مع إمكانية اللعب بورقة خطيرة جدا في العصيان المدني و تجييش الشعب في الشارع كما انها ستقبل اَي تحالف و لو مع الشيطان نفسه لكي تستمر في قيادة الحكومة ومع هدا الوضع فان التكهن بمن سيتصدر الإنتخابات القادمة صعب للغاية و تبقى التوافقات المقبلة سيدة تحديد معالم الخريطة السياسية المقبلة حيث اضحى اليوم اللاعبين بحضور متساوية ما سيزيد من حدة المنافسة .
بقلم الرحالي عبد الغفور
كاتب صحفي و محلل سياسي
مملكتنا.م.ش.س