البلاستيك أحد مسببات البدانة

السبت 24 سبتمبر 2022 - 12:04

واشنطن – تزداد آفة البدانة العالمية سوءا، خاصة بين الأطفال، حيث ارتفعت معدلات البدانة على مدار العقد الماضي، وبدأت تنتقل إلى الأعمار الأصغر. ففي الولايات المتحدة كان نحو 40 في المئة من طلاب المدارس الثانوية في البلاد يعانون من البدانة عندما بدأوا دراستهم الثانوية. وعلى مستوى العالم تضاعفت حالات البدانة ثلاث مرات منذ سبعينات القرن الماضي، حيث من المتوقع أن يصبح مليار شخص بدناء بحلول عام 2030.

وتعد تداعيات البدانة خطيرة؛ إذ ترتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع ضغط الدم وداء السكري ومرض القلب ومشاكل صحية أخرى. ولئن كان حجم المشكلة كبيرا فإن سببها الرئيسي لم يُكتشف بعدُ، على الرغم من أن العلماء يعرفون الكثير من العوامل المساهمة في هذه المشكلة، بما في ذلك الجينات والتوتر والفايروسات وتغير عادات النوم. وبالطبع كان لشعبية الأطعمة المجهزة تجهيزا مكثّفا، والتي فيها نسب مرتفعة من السكر والملح والدهون، دور في احتداد المشكلة، خاصة في الدول الغربية حيث يستهلك الأشخاص قدرا من السعرات يوميا أكثر مما كان عليه الحال قبل 50 عاما.

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أنه رغم ذلك خلصت مراجعات علمية حديثة إلى أن معظم الارتفاع الكبير في البدانة على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية مازال بلا تفسير.

بعض المواد الكيميائية التي تعرف باسم “محدثات السمنة ” تُستخدَم في منتجات، مثل العبوات البلاستيكية

وقد ظهر رأي بين العلماء مفاده أن هناك عنصرا رئيسيا تم تجاهله في مشكلة البدانة هو بيئتنا، وخاصة منها كثرة المواد الكيميائية التي حتى الكميات الصغيرة جدا منها تسهم في اضطراب التمثيل الغذائي البشري، مما يؤدي إلى حدوث خلل في قدرة الجسم على تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة.

وبعض هذه المواد الكيميائية، التي تعرف باسم “محدثات السمنة”، تزيد بشكل مباشر إنتاج أنواع خلايا معينة وأنسجة دهنية مرتبطة بالبدانة. وللأسف، تستخدم هذه المواد الكيميائية في الكثير من المنتجات الأساسية للغاية في الحياة المعاصرة، بما في ذلك العبوات البلاستيكية والملابس والأثاث ومنتجات التجميل وما تتم إضافاته إلى الأطعمة ومبيدات الأعشاب ونظيرتها مبيدات الآفات.

ومنذ عشرة أعوام كانت فكرة البدانة الناجمة عن المواد الكيميائية مجرد افتراض هامشي، ولكن لم يعد الأمر كذلك.

وقال بروس بليمبيرغ، الخبير في مجال البدانة والكيماويات التي تعيق عمل الغدد الصماء، بجامعة كاليفورنيا “إن محدثات السمنة بالطبع تمثل عاملا مساهما في آفة البدانة”، مضيفا “الصعوبة تكمن في تحديد أي جزء من البدانة مرتبط بالتعرض للمواد الكيميائية”.

والأمر الأكثر أهمية هو ما توصل إليه بحث حديث من أن محدثات السمنة تضر الأفراد بطرق لا يمكن أن ترصدها اختبارات السمنة الكيميائية التقليدية. وبوجه خاص ربما لا تظهر تداعيات التعرض للكيماويات خلال حياة العضو الذي تعرض لهذه المواد، ولكن يمكن أن تنتقل عبر ما يطلق عليه “آليات جينية” لتنطلق حتى إلى عدة أجيال أبعد. ومثال ذلك مادة ثلاثي بوتيل القصدير الكيميائية، التي تستخدم في الحفاظ على الخشب. وكشف بليمبيرغ وزملاؤه، خلال تجارب شهدت تعريض فئران لمستويات منخفضة وآمنة من ثلاثي بوتيل القصدير، أن هناك زيادة في تراكم الدهون في ثلاثة أجيال تالية.

ب

ويسبب ثلاثي بوتيل القصدير ومحدثات السمنة مثل هذه الآثار من خلال التدخل بشكل مباشر في الكيمياء الحيوية لنظام الغدد الصماء التي تنظم تخزين واستخدام الطاقة، بالإضافة إلى طريقة تناول الطعام لدى المرء. هذه الكيمياء الحيوية تعتمد على مجموعة متنوعة من الهرمونات التي تنتجها أعضاء مثل الجهاز الهضمي والبنكرياس والكبد، بالإضافة إلى المواد الكيميائية في المخ القادرة على تعديل الشعور بالجوع. وأظهرت التجارب أن تعرض الفئران للمواد الكيميائية المحدثة للسمنة قبل الولادة سوف يؤدي إلى حدوث تغيير كبير في شهية الشخص لاحقا، ومن ثمة يعتري الجسم ميْل إلى البدانة.

وقد تم رصد نحو ألف من محدثات السمنة تؤدي إلى هذه الآثار في دراسات شملت الحيوانات والإنسان. وكان من بينها مادة ثنائي الفينول إيه، المادة الكيميائية التي تستخدم في البلاستيك والفثالات وعوامل التلدين المستخدمة في التلوين والأدوية ومنتجات التجميل. وتشمل محدثات السمنة الأخرى مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية التي تحتوى على الجليفوسات الذي خلصت دراسة حديثة إلى وجوده في بول معظم الأميركيين.

وفي دلالة أخرى على أن هذه الكيماويات ربما تكون سبب البدانة، خلصت دراسة إلى أن أزمة البدانة تؤثر أيضا على القطط والكلاب والحيوانات الأخرى التي تعيش على مقربة من البشر.

لذلك من المحتمل أن نكون قد قمنا بملء بيئتنا المعيشية دون قصد بالكيماويات التي تؤثر على البعض من أهم صفات الكيمياء الحيوية الأساسية التي تتحكم في النمو البشري والتنمية. ومن المرجح أن تستمر آفة البدانة أو تزداد سوءا، ما لم نتوصل إلى حل لإقصاء مثل هذه الكيماويات من البيئة، أو على الأقل تحديد أبرز المواد المسببة للمشاكل والحد منها.

مملكتنا.م.ش.س/و.م.ع

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 14 يوليو 2025 - 09:59

التعرض للهواء الملوث يزيد خطر الإصابة بأورام الدماغ (دراسة)

الأربعاء 9 يوليو 2025 - 21:53

حملة ” شواطئ نظيفة 2025 “.. رفع اللواء الأزرق بشاطئ بوزنيقة للسنة الـ 19 على التوالي

الأربعاء 9 يوليو 2025 - 10:02

اليوم 9 يوليوز 2025 .. الأرض تسجل رقماً قياسياً جديداً كأقصر يوم في التاريخ !

الإثنين 30 يونيو 2025 - 22:58

رفع اللواء الأزق بشواطئ أشقار وأشقار- عروس البحر والصول وميناء طنجة مارينا باي