سفيان شكيح يكتب .. “لو كنت مكان “المؤثرين” السياسيين
لو كنت من “المؤثرين” السياسيين؛
لو كنت مكانهم لانتقدت السياسة والسياسيين بشدة..تماما مثلما يفعل كل المغاربة، لكنني كنت سأعود وأؤكد على أن ذلك لا يعني تبخيس العمل السياسي ولا التقليل من شأنه، ولأكدت بوضوح على أهمية العمل السياسي في أشكاله المختلفة، بما فيه عمل الأحزاب السياسية، وضرورته القصوى للديمقراطية، ولبينت أنه لا غنى عنه لضمان استمرار البناء الديمقراطي في البلاد، وتوازن السلط، والوصول إلى اقتسام حقيقي للسلطة وللمسؤولية، وضمان استمرار الاستقرار والأمن.
لو كنت مكانهم، لفسرت للمواطنين أن ربط المسؤولية بالمحاسبة، يقتضي أن تكون هذه المسؤولية كاملة غير منقوصة ولا مبتورة الرأس؛ ولفسرت أن المسؤولية الكاملة معناها المسؤولية عن تحديد الاختيارات الكبرى أيضا، وعن وضع السياسات وتنفيذها معا.
لو كنت مكانهم لما اكتفيت بالنقد الصارم والصريح والصادق والمسؤول والصاعق .. بل كنت سأقدم منظورا لمواجهة كل التعثرات، واسترجاع ثقة الشعب في السياسة.
لو كنت مكانهم لوضحت للمواطنين أن التطبيق الجيد للدستور يقتضي المشاركة السياسية المكثفة لأوسع شرائح المجتمع، من أجل تحصين المؤسسات التمثيلية من تلاعبات المتلاعبين، وتحصين إرادة الأمة من حكم الأقلية، الذي نحن ذاهبون إليه إذا استمر تدني نسب المشاركة في الانتخابات.
كنت سأوضح للمواطنين أن النجاح في محاربة الفساد يبدأ بعدم الاستهانة بحقوقهم السياسية. كنت سأشرح لهم أن العدمية الحقيقية هي النقد اللاذع والمستمر للأوضاع بلا أفق واضح للعمل. وليس النقد في حد ذاته.
مملكتنا.م.ش.س