مراكــــش تستحق الإشادة … تضامن مع الأشخاص بدون مأوى
تفاجأ سكان المدينة الحمراء ليلة السبت المنصرم بموكب سيارات جاب أرجاء المدينة بحثا عن الأشخاص بدون ماوى؛ حيث انطلق عشرات الشباب أعضاء جمعية “مبادرة شباب المغرب” على الساعة الحادية عشرة ليلا في نظام و حماس لتقديم وجبات غدائية ساخنة كانت قد أعدت سلفا، بالإضافة إلى أغطية و جوارب و قفازات بهدف درء شدة برودة المدينة.
و خلال الجولة عاينا عن كثب تأثرا و أحاسيس من الوطنية و الإخلاص في العطاء؛ فمن أحياء باب دكالة إلى كليز مرورا بالحي المحمدي المعروف عند المراكشيين ب”الداوديات” تقاسم أعضاء الجمعية مع أولائك الفئة الذين ضاقت بهم السبل قليلا من معاناتهم على بساطة ما قدم لهم. صورة تستحق التنويه في لفتة معبرة عن قيم التضامن و التآلف المجتمعي الذي تعود أجدادنا خلال قرون على تكريسه في مغربنا الحبيب.
و كما جرت عليه عادتنا لم تمر علينا الفرصة دون أن نسأل نزار عواطف بصفته رئيس النشاط عن ارتساماته بخصوص هذه اللفتة الجديرة بالإشادة و في ما يلي نص التصريح: (“كلنا إخوة في الإنسانية قبل الوطن أو الدين أو اللغة، وإنه ليحز قلبي أن أمر بشخص تلاعبت به الأقدار فصار الشارع مأواه ولا صديق ولا رفيق يسأل عن أحواله، لا أحد يطعمه أو يكسيه، يتجول بين الأزقة باحثا عمّا يسد به رمقه.
لهذا قررنا أن نقف وقفة تآزر مع إخوتنا مبرزين روح التظامن والأخوة، فلا يمكن لعاقل سليم الروح أن يمر بأناس يعيشون في أقصى حالات القهر دون أن يحس اتجاههم بشيء من الشفقة والحزن، فكلنا مجتمع واحد، وكلنا مسؤولون عن تواجد ذلك الرجل الكهل في الشارع، كلنا مسؤولون عن معاناة أولئك الأطفال، عن معاناة تلك المرأة … أقل ما يمكن أن أصف به حال المستفيدين من مبادرتنا أنهم في أقصى حالات التعاسة والكآبة، صراحة هي مشاهد تدمي القلوب، وعديد من أعضاء الجمعية لم يتمالكوا أنفسهم لرؤيتها، لعل ماقمنا به ليس بالكثير، ولن يغير من حياتهم شيءا، لكن يكفي أننا رسمنا ابتسامات على وجوه ألفت الدموع والحزن، تلك هي أجرتنا وذاك هو مكسبنا.”)
جدير بالذكر أن هذه البادرة التضامنية هي الثانية من نوعها التي تنظمها جمعية مبادرة شباب المغرب المعروفة بالإسم الإنجليزي ” moroccan youth initiative ” من جهة أخرى و في معرض سؤالنا لرئيس المكتب الجهوي مراكش آسفي مروان الزنجاري عن الرسالة التي يحاول هؤلاء الشباب إيصالها فكان الرد كالتالي (“هذه اللفتة في حد ذاتها رسالة، فنحن كجمعية مسؤولة و كهيئة مجتمع مدني من المفروض أن نعمل جنبا إلى جنب مع السلطات على تفادي مثل هذه الظواهر…
غير أن القضاء على التشرد أمر مستحيل حتى في الدول المتقدمة، وانطلاقا من إحساسنا بهذه المسؤولية كانت غايتنا تبليغ هذه الرسالة سواء من منبركم أو من المنابر الإعلامية الأخرى ليعمل كل من موقعه على التكفل و مساعدة إخواننا الذين ضاقت بهم السبل و انقطع بهم الحال إلى ما صاروا إليه … أؤكد لكم و لقراءكم أننا سنعمل باستمرار على ترسيخ التضامن و على إيصال الرسالة إلى من يهمهم الأمر و هذا هو هدفنا الأسمى خدمة الصالح العام و التآخي في الإنسانية”)
مملكتنا.م.ش.س