محمود هرواك يكتب .. حكومة “سلطان الأباريق” ماضية في تعطيل الإصلاح الإداري
محمود هرواك
سلطان الأباريق هذا أبسطه لكم في رواية نضرب بها المثل فهو شبيه بذلك الذي أوكلت إليه “وظيفة ” الإشراف على الأباريق لحمام عمومي والتأكد من أنها مليئة بالماء بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق لدخول الحمام ثم يرجع الإبريق (السطل) بعد أن ينتهي من الحمام إلى صاحبنا، الذي يقوم بدوره باعادة ملئه للشخص التالي وهكذا دواليك .
في إحدى المرات جاء أحدهم وكان مستعجلا فخطف أحد الأباريق بصورة سريعة وانطلق نحو دورة المياه فصرخ به مسؤول الأباريق بقوة وأمره بالعودة إليه فرجع الرجل على مضض، وأمره مسؤول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى سريعا لدخول الحمام، وحين عاد لكي يسلم الإبريق سأل مسؤول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر مع أنه لا فرق بين الأباريق.
حين ذلك أجابه مسؤول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا ؟
إن مسؤول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل ذلك التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق !
سلطان الأباريق موجود بيننا في الإدارة وفي كل مكان شغله تعطيلك وتوقيف معاملاتك ولسان حاله يقول “سير حتى تجي” يضع أوراقك على الرف وأنت تنظر بغرابة مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة سريعة منه ثم يحيلك الى الشخص الآخر لكي يشعر بأهميته؛ ولن يحس بذلك إلا إذا تكدست عنده المعاملات وتجمع حوله المراجعون.
إنه سلطان الأباريق يبعث من جديد وينتشر مع هذه الحكومة الضعيفة المستهترة بالمواطن والتي تسعى اليوم للإكثار من عمل هذا الصنف الذي يخدمها بعقدة الشعور بالأهمية ومركب النقص الذي يخفي إرادة في إبراز زيف القوة والتحكم !
مملكتنا.م.ش.س