مسرحية “ممانعة” حين يتحول الصمت إلى ساحة معركة .. فرقة هيبآرت تواصل فتح الجبهات الإبداعية

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 11:26

محمود هرواك

تبدو تجربة فرقة هيبآرت للثقافة والفنون بفاس وكأنها لا تكتفي بتقديم عروض مسرحية عابرة، بل تختار أن تحوّل كل عمل جديد إلى جبهة فنية وفكرية تُخاض فوق الخشبة. بعد عرضها “ممانعة”، الذي ترك أثرًا واضحًا في المشهد المسرحي الوطني بشراكته مع مسرح أكواريوم وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تعود الفرقة لتؤكد حضورها بعمل جديد عنوانه: “حين يتحول الصمت إلى ساحة معركة”.

راضية .. حين ينفجر الصمت

قصة العرض تتمحور حول شخصية “راضية”، المرأة التي صبرت طويلًا على هيمنة زوجها، قبل أن يتحول صمتها الممتد إلى مواجهة شجاعة تقلب الموازين. بالاعتماد على لغة الجسد والكوريغرافيا، يرافق الجمهور رحلة بطلة تخرج من ظلال الانكسار إلى ضوء المواجهة.
فالكلمات التي حجبتها سنوات الصمت، تنفجر دفعة واحدة كنهر هادر يقتلع القيود، ويفرض على الزوج المستبد أن يتراجع أمام جرأة لم يألفها. لحظة التحول الدرامي هنا لا تُقدَّم كفعل خارجي فقط، بل كصراع داخلي عميق بين ماضي الخضوع وحاضر استعادة الذات.

لغة شعرية .. جمالية الدراما

النص المسرحي لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يوظف لغة شعرية تنقل التجربة من الواقعي إلى الرمزي، فتغدو المواجهة بين “راضية” وزوجها انعكاسًا لصراع إنساني أشمل: بين القمع والتحرر، وبين الصمت والكلمة. هذه اللغة الأدبية الممزوجة بالحركة الجسدية تمنح العرض قوة مضاعفة، وتؤكد أن المسرح ما يزال قادرًا على أن يكون مختبرًا للأسئلة الكبرى التي تواجه المجتمع والإنسان.

فريق متكامل وراء الكواليس

يقف وراء هذا العمل فريق إبداعي متنوع يجمع بين خبرة التجريب وروح المغامرة. فقد حملت شيماء مزين قلم التأليف، فيما وقع الإخراج عادل أبا تراب، وأسند التشخيص إلى كل من جليلة التلمسي، زينب علجي وأمين التاليدي.
أما السينوغرافيا والملابس فكانت من توقيع كوثر بنسجاي، والمابينغ والتأليف الموسيقي لـ معاد بياري، والموسيقى لـ زكرياء المسقيم، في حين صمم الإضاءة آدم الصبير.
وتولت فاطمة حموشة تنفيذ الملابس، وأشرف على إدارة الصورة طيب الجعفري بمساعدة عبد الرحيم لكطيبي، فيما تكفل طارق القرقوحي وبدر العباسي بتنفيذ الديكور. أما إدارة الخشبة كانت لأيوب واحمان ،أما التنسيق فكان لـ رضا جعفري، والإدارة والتواصل لـ بسمة العلج، والمحافظة العامة لكل من محمد القدميري وحفصة السرايدي، بينما تولى إدارة الإنتاج عتمان لبيض.

مسرح يفتح الأسئلة بدل أن يغلقها

ما يميز تجربة هيبآرت هو حرصها على أن يظل المسرح مساحة مفتوحة للتساؤل أكثر منه منصة لتقديم أجوبة جاهزة. ففي “ممانعة” كانت المواجهة مع سلطة القهر في أبعادها المتعددة، أما في “حين يتحول الصمت إلى ساحة معركة” فالمعركة تنبع من الداخل، من علاقة إنسانية تُختزل في زوج وزوجة، لكنها تنفتح على رمزية أوسع تمس كل متلقٍ يرى في صراع “راضية” جزءًا من أسئلته الخاصة.

بهذا العمل، تعزز الفرقة موقعها في المشهد المسرحي المغربي كصوت فني يصر على خوض مغامرات جمالية وفكرية، واضعًا المرأة في قلب الحكاية، ومؤكدًا أن الصمت أحيانًا ليس استسلامًا، بل ميدانًا يُحضّر فيه لانفجار التغيير.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 15:20

اختلالات خطيرة تطال ملفات قروض بنكية بالمليارات لمستثمرين ومقاولات

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 08:48

اشتوكة ايت باها .. تنظيم قافلة طبية متعددة التخصصات لفائدة ساكنة المناطق القروية

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 08:07

ميناء الداخلة .. انخفاض مفرغات الصيد البحري بـ 21 في المائة عند متم غشت (تقرير)

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 07:47

الدخول المدرسي 2025-2026 .. السيد برادة يزور مؤسسات تعليمية بكلميم