ثورة المـــــــــلك والشعب أحداث ملحمة عظيمة

الأحد 20 أغسطس 2017 - 15:50

ثورة المـــــــــلك والشعب أحداث ملحمة عظيمة

كان طبيعيا أن يحدث الخلع العدواني الذي نفذته الإقامة العامة صدمة نفسية عنيفة في نفوس مواطنينا… لكنها لم تدم طويلا فسرعان ما زالت فور العمليات الفدائية الأولى التي قام مقاومونا بإنجازها في مختلف مدن المغرب.
لاح في الأفق أمل باسم، وظهرت معالم عمل إيجابي تتضح للعقول الواعية.. كان هذا العمل هو المقاومة.
أحداث مقاومتنا للاستعمار من أجل استرداد استقلالنا تكون في مجموعها ملحمة عظيمة غنية بالأعمال البطولية التي أنجزها مقاومونا البواسل بشجاعتهم الشهيرة.
ولا عجب فالاستعمار يعرفنا جيدا فقد حاربناه منذ بداية الحماية حروبا نلنا فيها أمجادا وفخارا ولحقته في معاركها خسائر وإهانات، وحاربنا إلى جانبه في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي ميادين أخرى…فهو يعرف شجاعتنا.
حارب مقاومونا القوات الاستعمارية المتفوقة عتادا وعددا وهم قلة في العدد وبأسلحة قليلة وفي أوضاع تنظيمية واجتماعية غير متكافئة.
هذا ما حدث بالفعل… ورغم ذلك استطاعوا أن ينتصروا عليه، ويجبروا الحكومة الفرنسية على تغيير رأيها الأساسي والجلوس إلى مائدة المفاوضات التي طالما تهربت منها في السابق، ورضيت بها الآن فور شعورها بقوة نبض مقاومتنا وعند تيقنها من أنها مصرة على الدخول معها في مبارزة مصيرية حاسمة انتظرتها طويلا من أجل إنقاذ الوطن واسترداد استقلاله وكرامة مواطنيه.
وأعادت جلالته المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى فرنسا ثم إلى المغرب معززا مكرما..
وأثبتت الأيام حكمته ورجاحة عقله.. فلو عملت الحكومة الفرنسية بآرائه النيرة لما أزهقت الأرواح وأريقت الدماء ولما حدثت الأزمات بين المغرب وفرنسا..
لكنها القوة تعمي الأقوياء دائما فتسد بصائرهم فلا ينصاعون للحق.
وعندما بدأت المقاومة، لم يفكر الاستعمار في التفاوض معنا والاعتراف وحقنا في الاستقلال وإنما بادر إلى قمعنا..
ولنا في شهدائنا خير برهان على القمع الاستعماري وطغيانه وظلمه.
وتتضمن برامج الاحتفالات بيوم 20 غشت زيارة قبور شهدائنا للترحم عليهم والدعاء لهم، والتدبر في قدرهم والاتعاظ بمصيرهم، لقد بذلوا أغلى ما يملكون فداء للوطن والمواطنين.
إن وقوفنا على قبورهم يذكرنا بالمواقف البطولية التي وقفوها، وبفضل النضال والمقاومة في الحصول على الحقوق والتمتع بها فيتجدد فينا العزم، وينبعث الحماس ويشرق في قلوبنا نور الإخلاص لمقدساتنا.
الاستشهاد في سبيل الله دفاعا عن المقدسات قدر إلاهي ومصير رباني قبل أن يكون مجرد موت.. قال في حقهم الله عز وجل في القرآن الكريم “والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم”، “وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجئ بالنبيئين والشهداء” (الزمر 69) .
وبالرغم من صعوبة المواقف في المواجهات المسلحة للسلطات الاستعمارية أثناء مقاومتنا في ثورة الملك والشعب فإن عدد شهدائنا الذين سقطوا في ساحة الواجب لم يتجاوز الألفين..
إن مناضلين عازمين يطلبون حقهم في الكرامة والحرية وحق بلادهم في الاستقلال بقوة السلاح لايموتون، إنما الذين يموتون بكثرة هم أولئك الذين لا يحملون سلاحا لطلب هذه الحقوق.

مملكتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 10:04

باريس .. السيد اليزمي يؤكد على “الدور متعدد الأوجه” للجاليات المغربية بالخارج

الثلاثاء 30 يناير 2024 - 14:19

الحاجيات المتزايدة للمنظومة الصحية تستدعي وضع نظام حكامة يضمن التنسيق بين الأطراف المتدخلة في التكوين (مجلس)

الخميس 28 ديسمبر 2023 - 18:39

بوجدور .. وحدة تابعة للقوات المسلحة الملكية تقدم المساعدة لـ59 مرشحا للهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء

الأحد 24 ديسمبر 2023 - 21:16

“M’otion” فضاء جديد بمراكش مخصص لكبار المبدعين المغاربة