للببغاوات أن تصيح فالطيور وحدها تموت في الظلام

الأحد 14 يناير 2018 - 20:53

  للببغاوات أن تصيح فالطيور وحدها تموت في الظلام

قالت لي إحدى الصديقات أمس: محمود حلمت البارحة بأني رأيتك عريسا في حفل بهيج!
تراها رأت في منامها ما أراه في ليلي كل الليال!؟ نعم ربما؛ بارزون مصطنعون يمشون خيلاء!! رعاة يجمعونهم مصفرين خلف قطعانهم؛ نافخين في ناياتهم أحزانا و ضحكات من قبسات جراحهم و تعبهم وهم يخفون آهتهم؛ هي الدراما بلون الجمال! هو الحمق بنكهة السعادة! بين هذا و ذلك و ذاك؛ بيت مقصود معمور و علبة مدكسة يحوطها دغدغة نغمات الموسيقى الصاخبة.

فتيات شابات عجائز! لا تستغرب عزيزي القارئ؛ هن يجمعن الصبغتين و الصفتين بطلاء الأطفال في البرك، و قدح شرارة الحب و الغزل؛ وسوستهن العيون، الخصر، الحركة الرشيقة، الملابس بألوان العناد و شيئ من المجون! تراهن بين زحام مقصود غالبا ما يشتكينه عن جحود؛ ليسارعن اثنان، اثنتين لا أقل، يتانزعن المرايا لسبك العطور و تجديد المكاحل.

إنها نفس الحكاية البلهاء التي اعتادها، إنه نفس العرس الذي تصاعدت فيه أدخنة الطيور الفتاكة بالمحاصيل المتجددة.
قنينة، نعم قنينة، على ازدراء البعض هذا الجماد فإنه أحيانا يحرك المتجمد قبل الجماد؛ بواحدة كأنك تتحكم في سحابة عابرة ظلالها خفيفة!

و بين فينة و أخرى تراك أمام شبح سفينة ضخمة تعبر العلبة بأضوائها من بعيد! أما و إن زارتك في مينائك فلكل حجم كبير ضيف ثقيل!
-محمود حلمت البارحة بأني رأيتك في حفل عريس بهيج!!
-آه عذرا لقد خالطت الجملتين! و طلب أنس صديقي هو السبب! أرادني أن أكتب عن هذا!

أتذكر أنه قال لي الأمس أثناء حديث هاتفي: ستكون ليلة مظلمة و طويلة و باردة! ظننته مخرج التبغ حتى ملأ غليونه و سحب شرارة المقدحة آخدا نفسا من الدخان ليتفرج في الأفق على وسامة الغزلان التي تعني لنا الشيئ الكثير.
-محموووووود ! “بلغة عامية مغربية” (صافي سامحنا ليك) حلمت بك البارحة فقط! (بلغة عامية) “وا سرحتي”

هكذا منذ سنوات لم يستطع؛ لكنهم قالوا أنت تنظر من باب الأمل نحو الأفق الملبد بالغيوم الحمراء و العاصفة توشك أن تهب…
نعم العاصفة هبت و علي تأمين الظلال التي تبرد لهيب الصعوبات!

لم يكن يعلم من أين يبدأ! الأمور تصعب عندما تكثر البدايات و لله وحده علم و ذر النهايات، وراء أسماء المجهول و المخاوف نشبه الطيور نعلق آمالنا ليس على غصن الأشجار و لكن على أجنحتنا!
أحيانا يلزمنا الخروج عن نصائح الهدهد!

أذكر أنني حدثت نفسي بأسوأ الإحتمالات حين عثرت على أحلامي طافية فوق سطح ماء بحر عدم الإكثرات!
نفس تلك الأحلام أنشلها واحدا واحدا حتى لا تأكلها تماسيح بنكيران و لا تخيفها في عتمة الظلام عفاريته فتترك لي البحث عن لا شيئ!
“بلغة عامية” “إيييه أ cousin”

هدهد_محمود_هرواك
محمود هرواك من مراكش الحمراء
مملكتنــــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي