القضية النسائية .. سكر النواعم الحلو .. سم في جسد الذكورة المرة الحاقدة

الأربعاء 7 فبراير 2018 - 11:45

القضية النسائية .. سكر النواعم الحلو .. سم في جسد الذكورة المرة الحاقدة

من المحيط إلى الخليج هناك حرب نضالات بتفاوتات من أجل المرأة و قضاياها؛ حرب خفية خجولة في بقاع و معلنة ظاهرة للعلن في أخرى.

و لأن “انتصار” المرأة في معركة قيادة السيارة في “مملكة آل سعود” روج له على أنه استحقاق و تتويج؛ فإن الحسرة كل الحسرة في طريقة المجتمع المنانة في إسداء الحق المستحق للنسوة؛ و تمريره على أنه هدية تبتغي شكرهن الرجل! رجل، لا زال يظن أنه المانح للحقوق و الساهر على الجرعات المناسبة لأنه بشكل أو بآخر الطبيب العارف بالقضية النسائية المريضة و الخازن للجوهرة المفقودة! و الحق أن أكبر انتكاسة لعموم نضالات النساء هو إدخالهن مشاكلهن في وعاء لطالما اعتقدن أنه ملك الرجل و أن استعماله أو تنظيفه مقرون بمشورة صاحبه.

و لعل هذا بالضبط ما يدفع المجتمع إلى تفهم منطق المغالين أحيانا و على سماع رأيهم و اقتراحات تقويمهم لقضية المرأة المعيبة في عقولهم و حال النساء يقول: ما عادت السنين هي السنين و منا من أصبحن رائدات فضاء! فكيف لنا اليوم أن نفترش الأرض نسأل قرنا و عقدا من الزمن؛ قيادة السيارة!؟

من حقك سيدتي قيادة العالم و ليس السيارة فقط، من حقك سيدتي قيادة الفكر و التحرر و الفن و الإبداع، من حقك سيدتي قيادة الأحزاب و الحكومات، من حقك أيضا سيدتي قيادة المستقبل الذي لا ينقاد و لا ينقد إلا بك.

لكن دعيني أطلعك على مكمن الخلل، فمن خليج قيادة السيارة “الثائر” و صولا إلى أمواج الأطلسي التي حملت قضايا من قبيل “المرأة العدول” و قوانين التحرش الصارمة و قبلهما “الريادة” التونسية في الإضطلاع ب”الثورة الحقوقية النسائية” يجب عدم استعمالكن موازيات قضية؛ بمثال: المرأة و الدين، المرأة و الإجهاض، المرأة و الجنس، المرأة و العمل… بعبارة واحدة تحتاجين فهمها سيدتي؛ المرأة و أي قضية ليستا قضية!!

إنها معركة تستنزفكن و تعيق وعي المجتمع بالأبجديات و القواعد الصحيحة لحق لا يراد به باطل! لأن هناك من يسعى لإبطاله أساسا! إن إقرانكن بموضوع أو قضية يجعل من إحداكن منتصرة غدا، لكن ماذا عن بعد غد!؟
القضية الحقيقية هي وجود حرب بين مجتمعين مختلطين بنسائهم و رجالهم؛ مجتمع يؤمن بمكانة المرأة و آخر مقتنع حتى النخاع بعجزها! واحد يثق بقوتها و آخر ينتظر ضعفها، واحد يقدر أهميتها و آخر نادم على عدم وأدها!

عصب مشكلة القضية النسائية أيضا أنها ظلت فارسة الأوراق و حبيسة دراما الشاشات، في الأفلام و المسلسلات كما النقاشات، معظم سفيراتها غير ناضجات و نجومها غابرات فالات؛ غالبا ما يبحثن في أدراج زيف نضالات عساهن يعثرن على أوراق اختبار تؤكد رسوب القضية؛ و ها هي الكلمات نفسها تعود لتعذب الراسبة بسمفونية أحزان تأخر صرح المناصفة و المساواة لتستمر الدموع بالرقص بلا بداية و لا نهاية!

تطور القضية النسائية في بلداننا لا يزال للأسف محط ضوء مسجون خلف الستائر و رائحة النوم تحوم و ما تفارق أرجاء الغرفة و الساعة المنبه مرمية معطلة تأبى صاحبتها استعمالها لأنها في كل تحرير للضوء لا تتردد في سحب البطانية “بذكاء” لتغطي وجهها.
و نحن معشر المدافعين عنكن نقترب منها، من سريرها! نلاطفها علها تنهض من نومها و تبتعد عن المرقد و لو باستنكار لتفتح النافذة و تستنشق عبق الحرية الذي يطرد رائحة السبات.

بقلم محمود هرواك من مراكش الحمراء.
مملكتنــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي