ماذا بعد كعكة و ليموناضة النجاح في الباك ؟!؟

السبت 23 يونيو 2018 - 22:48

ماذا بعد كعكة و ليموناضة النجاح في الباك ؟!؟

عصام ابا الحسان من خنيفرة

من منا – نحن سكان بلدة مولاي بوعزة – لم يتذوق أمس حلاوة الكعك المنزلي الصنع و من منا لم ينتعش ببرودة الليموناضة في أولى أيام الصيف الحارق؛ الذي  زُفَّتْ خلاله بشرى نجاح و تفوق العديد من أبنائنا و بناتنا البررة – تلاميذ و تلميذات ثانوية المنصور الذهبي التأهيلية-، البشرى التي أسعدت أسرا و عائلات عقدت آمالها طيلة 12 سنة على أبنائها و بناتها بغية الحصول على ” الكارطونة” التي تتوج مسارا طويلا من التمدرس في حجرات المدرسة المغربية، و ما أدراكم ما هي (المدرسة المغربية)؟

و بعد أن انتهت مراسيم الاحتفال بالنجاح في امتحانات الباك، فمن المؤكد أن تلامذتنا سيستيقظون على واقع مأزوم و مؤلم، بواكيره بادية للعيان، يتجرع مرارتها من يسلك مسلك التعقيدات و المساطر الإدارية المعقدة التي ترافق الترشيح للاستفادة من المنحة الجامعية، و يخبر تصاريفها من سيذهب ضحية ضبابية الرؤية و انعدام التوجيه الخاص بالدراسات العليا، ما دامت أقصى آمال وأعظم أحلام تلامذتنا و تلميذاتنا حاليا تتمثل في التجنيد أو التزويج و لا تراوحهما، سيرا على الذهنية الكلاسيكية و المحلية التي يترجمها الآباء و الأمهات بقولهم:” ولدي فالمخزن، بنتي تزوجات”.

لا شك أن الرحال ستشد من جديد لمدينة مكناس، و أن الآباء و الأمهات سيستنجدون كالعادة بسماسرة الزيتون و تولال لاكتراء بيوتات على السطوح أو في أتون أقبية لا ينيرها إلا ضوء المصباح. و لا ريب أن نسبة ضئيلة من الطلبة المقبلين على كليات مولاي إسماعيل هم من سينهون سباق ” لافاك ” داخل الآجال المحددة، و بالمعايير المطلوبة للتباري و ولوج سوق الشغل.

أما من سيحالفه الحظ فسيحظى بانتقال إلى مدينة الرباط، أو سيلج مدرسة ، معهدا، أو مؤسسة خاصة للتكوين في مسار مهني ما.

حدثوني عن تلميذ أو تلميذة استطاع أن ينفذ أو ينعتق من المصائر السالفة الذكر، خبروني عن شخص ينحدر من بلدة مولاي بوعزة ولج كلية من كليات الطب، أو مدرسة للهندسة أو معهدا للصحافة و الإعلام، أو غيرها من معاهد و مؤسسات التعليم العالي “المرموقة” منذ أن غُيِّبَتْ جمعية مبادرات للتنمية القروية عن المشهد التربوي و عن توجيه تلامذتنا المتفوقين و عن مساعدة أو لنقل إعالة تلامذتنا المنحدرين من أسر فقيرة.

 إنه و بانتهاء الحقبة الذهبية لجمعية مبادرات للتنمية القروية انتهى ظهور أسماء تلامذتنا في لوائح الأقسام التحضيرية، و في المدارس العليا للحكامة و لم يعد ركزهم يسمع في معاهد الزراعة و البيطرة أو غيرها من المؤسسات التي احتضنت أفواجا منهم برحابة صدر، و استطاعوا  أن يبصموا داخل هذه المؤسسات على مسارات فريدة و نموذجية من التفوق و التألق الدراسي خاصة في الفترة الممتدة ما بين 2009 و 2013، و يمكن لمن ساوره أدنى فضول أو شك في ما سبق ذكره أن يسأل عن مآل التلاميذ و التلميذات الذين تفوقوا في امتحانات الباك خلال الموسم الماضي ليتبين و يستيقن.

إن الأمل اليوم يحذونا لنعود بالمشهد التربوي المحلي إلى سابق عهده، إلى نضرته  و خضرته و ألقه المتأصل؛ فهو المدخل الوحيد و الأوحد الممكن لتكوين نخب جديدة قادرة على الملاحة ، نتوسم فيها كل الخير و نعقد عليها أحلامنا ، التي هي الحبل  المتبقي لربطنا بهذه البلدة، و التي لولاها لأعملنا منطق الفرار أو ” الهربة”. فهذا نداؤنا لأطر جمعية مبادرات للتنمية القروية ليعودوا إلى ما كان عليه أمرهم، و ليجتمعوا على الخير العميم الذي ستجني بلدتنا ثماره يقينا، حتى لا تكون الكعكة و الليموناضة نصيبنا الوحيد من كعك هذه الوطن المقسوم بلا جدارة و لا هوادة.

مملكتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي