خطبة ليلة عيد الأضحى … من منبر مملكتنا
محمود هرواك من مراكش الحمراء
يقول الفرنسيون: “الليل يأتي بالنصيحة”
لذلك فقد خصصت لليل شرف كتابة هذه الأسطر لأهنئكم بالعيد، فلعل المسؤولية جسيمة حين تكون فصيح اللسان بليغ اللغة كثير الأفكار و الهموم كثرة المعارف و الأصحاب و انتشار الشهرة، ومنه فمنتشل اليوم الأمل من رصاصة نذر الشؤم؛ أخط لكم بنقرات الأنامل في فضاء لوحة الأزرار؛
كل عام وأنتم بخير و عيدكم مبارك سعيد و هذه الغبراء من البغاز إلى الصحراء تنتقل ديمقراطيا نحو مصاف البقاع المتقدمة؛ حينها فقط يكون للعيد الرونق الأبهى و العبق الأزكى! هناك إلى حين تشاع الحرية و يحتكم لحقوق الإنسان و المدنية دون ما ترك للهوية، فيجمع المواطنين بالبلاد ودها و يزداد بعددهم وعلمهم نموها و تتخطى أعتاب الفساد و الريع ثم الفوضى بعد أن تصفد شياطين الإنس إذا ما فهمت؛ خرافة شياطين الجن.
العيد اليوم بإطلاق سراح المعتقلين فرحة و ربع مصالحة! ليكن وصالا و بهجة مهما كان الجراح ومهما كانت آلام الأمة! أولم يحتفل المسلمون في فجر الهجرة بالعيدين و المسجد الحرام تحت حكم الوثنية حتى جاءت حجة الوداع فحررته !؟
رغم الآلام العابرة للوطن أيها الأحباب كأزمات الريف وجرادة و قبلها سنوات الرصاص و إلى الحين سطوة التحكم و الفساد، رغم الجراح المستديمة العميقة كجرح فلسطين وضياع العراق و اليمن و ليبيا ناهيك عن سوريا مسك الشام، رغم استئساد سفهاء العربان و ظلم الصهاينة و أهل الصولجان فإننا متمسكون بالأمل مؤمنون أن الخير ينبثق من قلوب الضعاف كالزهر ينبت في القاحلة بعد الجفاف.
أيها الأحبة؛ العيد اليوم ترجمان لإحساس بفيض خير عميم و فأل فرح عله ينسينا الظلم والضيم!
حافظ للشعر منذ صغر “النبوغ” (اسم مدرستي الإبتدائية) ! أستحضر؛
يوم أنشد الصعلوك “تأبط شرًا” متغنيا بالعيد فقال:
يا عِيدُ مالَكَ من شَـوْقٍ وإِيـراقِ * ومَـرِّ طَيـْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِيًا * نـفسي فِـداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ
وقال شاعر الحب و الأحاسيس الجياشة جبران خليل جبران أبياتا خالدة حين قال:
هلّ الهلال فحيوا طالع العيد * حيوا البشير بتحقيق المواعيد
يا أيها الرمز تستجلي العقول به * لحكمة الله معنى غير محدود
كأن حسنك هذا وهو رائعنا * حسن لبكر من الأقمار مولود
لله في الخلق آيات وأعجبها * تجديد روعتها في كل تجديد
فكل عام وأنتم بخير ثانية بمناسبة حلول عيد الأضحى و ثورة الملك والشعب و عيدنا عيد الشباب و أيضا عيد ميلادك أيها الملك الفاضل!
شعبك ينشد الحرية كما لا يخفى عليك و هو بذلك طواق للعدالة و الديموقراطية الغير المنقوصة..
جميل ما فعلتم اليوم في انتظار الأجمل..
و أعاده الله علينا وعلى وطننا الحبيب و على الأمة بالخير واليمن والبركات.
مملكتنــــــــا.م.ش.س