عمال النظافة بمراكش يحضون بتكريم مهيب من توقيع “مبادرة شباب المغرب”
محمود هرواك من مراكش الحمراء
حينما يتحول البحث إلى تنظير استراتيجي و رؤية استشرافية و حين يكون الغرس صغيرا و يكبر بعناية و اعتناء أصحابه ليشتد بعيد ذلك عوده و تنضج ثماره فإننا حتما في مسلك الجد و في درب المعالي، ذلك بالضبط ربح للأعوام و الساعات بل حتى الثواني، بلا تراجع، تردد و لا أيضا دون المعجم تواني. و هل نعيش غير مرة!؟
جمعية “مبادرة شباب المغرب” المشهورة في الساحة الوطنية ب الإسم الإنجليزي “Moroccan youth initiative MYI” و بعد أن تابعناها في بداياتها سنة 2015؛ صارت اليوم سلم الإرتقاء و منقد من يعاني الحاجة و الفاق؛ العطاء عندهم بأذواق و الحب فيهم يحرك الشوق و الأشواق و به يكسرون “رجعية و عدمية” الأبواق، تلك التي تصرخ بلا عمل و تنتقد بلا علل و ينبع منها الغيض بدل خير الفيض، هذه الهيئة أصبحت أيضا جلاد المتقاعسين النيام من مسؤولين يجعلون من المنصب المقام لا مرورا بالنفع و مكان خيام، عباد المناصب و الكراسي بمهمة الشبح و حاملوا الحقائب الفارغة في سياسة المسبح.
بفخر و حق الفخر جمعنا اليمين و اليسار “بالوسط” للتشاركز و التقنوقراط كما الحزبيين للتآلف و و التحالف لأن المبتغى يسمو و إن اختلفت الطريق و الإتجاهات.
يقول الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات ** إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المربي ** على ساق الفضيلة مثمرات
وتسمو للمكارم باتساق ** كما اتسقت أنابيب القناوات
رافقناهم أمس السبت الثامن شتنبر أيلول في يوم تكريمي متعدد الفقرات لعمال و عاملات النظافة التابعين لمؤسسة الإنعاش الوطني بمراكش و بالضبط حي سيدي يوسف بنعلي.
كان الإعداد اللوجستي في أحسن الحال و الأحوال و كان الإنسجام بين الأعضاء ظاهر التناسق و التماسك رغم اشتداد الخلاف في بعض الأحيان أما الإعلام فكان بحضور وازن و فرح قائم على بعثات المنابر لأن الإستقبال والترحيب بهم كانا في مستوى من يطلق عليهماسم “السلطة الرابعة”.
قافلة طبية متعددة التخصصات و الإختصاصات بداية من الأطباء العامين و أطباء الجلد مرورا بأطباء المسالك البولية و القلب وصولا إلى العين التي كانت عليها العين؛ بالإنتظارات و الطلبات لعاملات و عمال النظافة ودويهم الذين كثيرا ما وقفنا على مآسيهم في معاناتهم مع البصر و قلة النظر و لو أنهم أفضل منا بصيرة و خدمة بشرف.
الدواء خصصت له صيدلية بالمجان يقصدها المستفيد متى أنهى الطبيب له الوصف أما الأعضاء و المدعوون فكانوا في لحظات عمل بتضحية و حب. طاقم التمريض كان شمعة مضيئة ملازمة للطبيب و المريض أما ممول الحفلات فقد كان همه إرضاء الكل في جميع المرافق و الزقاق، هذا دون نسيان السلطات من باشا المنطقة و عقيد الإنعاش الوطني و المدير الجهوي للصحة و شرطة و قوات مساعدة عمومية. و لعل أجمل اللحظات تلك التي شهدت توزيع الشواهد التقديرية و سط الرقصات و الهتافات ممن خططوا للإستفادات و كتبوا أسماء العمال و العاملات بشعار خادم الناس سيدهم.
و لأننا عودناكم السبق نكشف لكم أحد أجمل ما حط في رسالة أعضاء الجمعية عبر صفحتهم و التي شملت ألبومي صور يرافقهما هذه التحفة:
(“في “مبادرة شباب المغرب” خدمة الوطن و المحتاجين و البسطاء لا ينقطع بها صرير الأقلام و لا أبدا نطق الألسنة؛ الحديث عنا و الكلام؛ إذ أننا في مبادراتنا و لمتنا و حبنا للمغرب و لكم؛ نجمل بمعانينا مداد المحابر، وما ذاك إلا لسمو القدر، وعمق الحكمة، ورصد المواقف والمعارف والعطاء العلمي والمتابعة، بداية من أسفل هرم الجمعية و أعضائها وصولا إلى أعلاها و رئيسها. لسنا في تكبر و من (من المن و السلوى) لكنها همة منا تستوعب المواقف و تعيش بها معها و تستلهم الدروس من الحاجة و الحياة و فصولها..
في صور لا تحتاج منا كثير التعبير نبرز الواقع و الظروف التي عاشوا فيها و التي ما كانت بقدر الأمجاد و لا التضحيات..
هل تعتقدون أننا بهذه القافلة و اليوم التكريمي سددنا الثقب!؟ لا و ألف لا! إنها التفاتة فقط من باب النضج و المقصد؛ لملمة شيئ من الجراح الغائرة و القلوب الغامرة بالحب لكن أسفا المضغوطة بالقهر..
أيتها الأقلام الساكتة! و أيتها الضمائر الحية! و أيها المسؤولون الصامتون! تحركوا لأناس سبق سلوكهم مناشداتهم و سبق عملهم طلباتهم البسيطة.. زاهدون في الحياة موازنون الشجاعة؛ ترقبهم المعالي و ما رقبوها.. مهما بلغت الأوصاف و تحركت نقرات الأزرار تحرك مبادرينا؛ فشهادتنا فيهم تظل مجروحة مذبوحة..
#أيتها الأرواح الحية! أيتها الأرواح الحية!! أيتها الأرواح الحية!!! الحياة مواقف كريمة فكوني يا أرواحنا كريمة، عظيمة، حكيمة..
“لا ننشد منكم المال و لا نسعى منكم غير نظرة شاكرة و حقوق مستحقة.” هذا لب ندائهم و حال شموخهم و عزتهم..
نترككم مع هذه اللوحات التي نكتب بها تاريخ واجبنا بالذهب؛
#خادم_الناس_سيدهم
#جمعية_مبادرة_شباب_المغرب #نفعل_كل_ما_بوسعنا_لنجعل_
أما الألبوم الثاني فقد كان يلمح للشكر مرفقا بهذه العبارات النفيسة:
(“ألبومنا الثاني أيها الأحبة الأحباب يجمع الأعضاء بالطاقم الطبي بالسلطات و المسؤولين ثم بالعمال في توزيع شواهد العرفان و الإمتنان ذلك لأن وسم المعالي تعلق بهم فكان النتاج؛ أن أخذت الذنيا بخطامهم تقودهم راغمة، مجحفة، جحودة، لكنها ما نزعت منهم البسمة و لا الروح النظرة الحسنة، لم يخطوا السوداء في البيضاء ليسود (في إشارة للمدن الأخرى) بل نظفوا بسواعدهم حمرة مراكش بحمرة دمائهم، ووظفوا حرفتهم بِحِرْفَة من غير انحراف، وأحبوا أن يزينوا لنا النظافة و يزفوها لواقعهم بقيم إنسانيتهم ومقاصد إيمانهم.
جمعنا لكم هذه الرسمات المدونة بريشة الحب لتبقى شهادة عرفان لهم و استحقاق للأطباء و طاقم التمريض و السلطات أما لنا فهي نبع الشرف.
دائما بشعار #خادم_الناس_سيدهم
#نفعل_كل_ما_بوسعنا_لنجعل_
و كنا قد طلبنا خلال لقائنا برئيس الجمعية السيد أحمد مروان الزنجاري تصريحا ليخصنا به فكان كالتالي: (“هذه بداية قوية للموسم و انتقال تطوري بالنسبة لكم و للمتابعين لكن بالنسبة لنا مجرد مدخل خفيف لسنة سنعطي فيه العطاء الكثير و سنخدم فيها بلادنا بكل ما استطعنا و بكل ما أؤتينا من قوة لنتابع مسيرة الريادة وطنيا و لم لا دوليا و ما ذلك عنا ببعيد”) و تابع الشاب الطموح و الفاعل الجمعوي و الحزبي حديثه بالقول (“الأحمق من يكشف عن أوراقه من البداية و يعطي كل جهده في انطلاقة السباق..
سباقنا سباق في الخير و مرحبا بكل المتسابقين و هذا هدفنا من خلال تبيان طريقة عملنا و استقبال الضيوف و الإنفتاح على الإعلاميين لنعمم أفكارنا المبدعة و نعطي قدوة للشباب لكن صدقوني سنبقى الأفضل و سنخدم البلاد تحت القيادة الرشيدة و السديدة لصاحب الجلالة و المهابة الملك محمد السادس و الذي نبرهن دائما أننا أول الملتقطين لإشاراته و المفعلين لخطبه..
هذا هو الشباب و هذا هو الأمل و أنت تعرف ذلك جيدا محمود أيام وضعنا شعارنا بالإنجليزية “Save the future” إنقاد المستقبل. شكرا لكل من ساهم معنا بدون ذكر الأسماء مع حفظي لهم للأسماء و الألقاب و شكرا لموقع مملكتنا الذي هو أحد أفضل منابرنا و كاتم سرنا و صاحب الحصرية و المعلومة”)