أين نحن من الأساس ؟

الأربعاء 27 مارس 2019 - 16:53
أين نحن من الأساس ؟
لبنى الجود
الأساس هو الأصل

أين نحن من  الأصل و أين نحن من  الأساس؟ 

الأساس في الدين هو الإيمان
الأساس في التعليم هو التربية
الأساس في الطب هو الإنسانية
الأساس في المسؤولية هو الشرف
الأساس في الديمقراطة هو الحرية
الأساس في السياسة هو خدمة الصالح العام. 

و الأساس هو الشرط الذي لا يتحقق الشيئ بدونه.

نأتي للدين ، فلا نجد في أكبر دعاته  إيمانا، فمن يؤمن بأن الله يراه، لا يغش و لا يخدع، لا يكذب و لا يفتري، و الأدهى من ذلك أنه لا يظلم. 

منذ تولي الإسلاميين الحكم في مغربنا الحديث، و المواطن يعايش الظلم بكل تجلياته : ظلم إجتماعي، هشاشة إقتصادية، تعسف و غلاء معيشة يقصم ظهر الطبقة المتوسطة و ينسف الكادحة نسفا. 

نأتي للتعليم فلا نجد تربية، بل هو توريث في بعض الحالات و خلق في معظمها للعقد النفسية، تنفيس عن غضب متراكم مفهوم، عن حقد و كراهية لمنظومة إجتماعية غير عادلة. 

فهذا تلميذ يعتدي على أستاذه 
و هذا أستاذ يتعسف على تلميذه
و الغاية تبرر لديهم الوسيلة
فالأول يتحجج بالدفاع عن كرامته
و الثاني يتحجج بخدمة مصلحة سيكتشفها الطفل أو المراهق في يوم من الأيام. 

نأتي للطب فنجد الآلية بدل الإنسانية، نجد ضعف الخطاب التواصلي حين نتذرع بالمنطقية لإخماد بصيص الآدمية.

الأساس في المسؤولية هو شرف التكليف، فأين المسؤولون من سهر الليالي هما و قلقا على صالح المواطن البسيط؟ 
هو في أغلب الأحيان حب للمناصب و الكراسي  و الترفعات الفانية و التسميات الواهية. 

نأتي للديمقراطية، فأين نحن من الحريات الفردية؟ 

حين تواجه مظاهرات سلمية بخراطيم مياه هدفها إخماد لهيب الإعتراض، فأين حرية الإختلاف في الرأي ، أين الرقي في الأخذ و الرد؟ 

حين يكون الهدف من السياسة هو خدمة المصالح الشخصية،تختلف طرق الإسترزاق ، بين تأليه للقيادات و تقديس غير منطقي للرموز، ضاربين بعرض الحائط تلاقي القيم و تآلف المبادئ و التوجهات، اللذان يشكلان مقومات النضال  السياسي بإمتياز. 

هو تعميم يوجب إستثناءات. 

فهناك متدينون يقولون ما يفعلون 
و هناك مدرسون يربون قبل أن يعلمون. 
وهناك أطباء يتألمون و يتفانون
و هناك مسؤولون شرفاء لغيظهم كاتمون
و هناك أحرار يحترمون المساحات الفردية و يتواصلون 
و هناك سياسيون يخدمون المواطن و لا يتفاخرون. 

و لكن، أين الإستثناءات من القواعد؟ 

النقد الذاتي، بعيدا عن المحاباة و المجاملات يوجب كشف الواقع كما هو. 

فلا تغير يرجى 
ولا تحسن يذكر 
في تعليق الفشل  على شماعة الإنهزامية المسماة بالواقعية. 

في مغرب اليوم
منبت الأحرار
مشرق الأنوار

وجب تسمية الأسماء بمسمياتها.

الخلل نحن
و الإصلاح نحن
و الوطن نحن.

رجالا  و نساءا
أطفالا و شيوخا
مواطنين و مسؤولون
منتخبون (بالفتحة) و منتخبون (بالكسر ة) 

معادلة و جب ضبطها و إعادة هيكلتها
بعيدا عن الشعارات الفضفاضة
و المزايدات العقيمة.

فليعمل كل واحد بنزاهة و تفان في مجاله
فلنحدد أهدافنا و مساحاتنا
فلنعد النظر في منهجية تفكيرنا. 
و لنصلح هفواتنا و آثامنا
و لنركز على ذواتنا. 

فإن تغيرنا من الداخل
كان الخارج إنعكاسا وفيا بدون تجميل و تكلف. 

فكان الإستقرار
و كان التقدم
و كان الرفاء.

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي