مكر السياسيين من واقع تجربه .. !
المحلل الصحفي الرحالي عبد الغفور
هدا واقع أجمع عليه الكثير من المغاربة حينما أخذتهم العدالة و التنمية على حين غرة إبان الربيع العربي و ركبت أفول الغاضبين، معلنتا انها البديل الدي لا مناط منه في تحقيق الكرامة و العدالة و انها وطنية أكثر من المواطنين في حبها للشعب و الملك.
فخضع لها جحافل الجمهور و أسكنوها الأول في الإنتخابات و الحيلة أنجزت بمعسول الكلام و وقار المظهر و ماض أبيض، لنكون أمام اول حكومة إسلامية او متأسلمة في تاريخ المغرب الحديث و بتحالف لا علاقة له بمنطق التحالفات السياسية.
فما هي الحصيلة في أول ولاية ؟ و ماهي نتائج الإختيار الديمقراطي الدي فازت به التجربة المغربية ؟
قبل الشروع في الإجابة عن سؤالين السابقين، يجب أن نعترف ان فوز العدالة و التنمية بالإنتخابات ما بعد دستور 2011 كان نتيجة ثلاث عوامل أولا صعود اليمين المتطرف في العالم إلى الحكم و معه برز الخطاب الشعبوي كبديل استراتيجي في مخاطبة عقول الجماهير، تانيا المد الإسلامي في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط و الذي دشنه حزب العدالة و التنميه التركي كنمودج اقتصادي رائد عالميا استأثرت به الجماهير العربية الإسلامية كبديل لليبرالية العالمية التي تبنتها أنظمتهم كموروث استعماري تتخلله الرغبة في التحرر من التبعية، ثالثا الزعيم عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية كما يحلوا لأنصاره مناداته و الخبير في التنكيت السياسي و الخطاب الشعبوي.
هده هي العوامل الرئيسية التي صنعة حزب العدالة و التنمية على رأس حكومة ما بعد الربيع العربي فأي حصيلة لهذه الحكومة في أول ولاية؟
ان المغاربة ببساطتهم و كرمهم و حبهم لكل شيئ في وطنهم صدقوا كلام بن كيران و قبلوا بكل الإصلاحات التي مست جيوبهم و أوضاعهم الوظيفية و كل تلك القرارات الحكومية التي كانت موجهة مباشرة لجيوب الشعب بدريعة انها ستنقد الوضع و تصلحه على المدى المتوسط و البعيد و من اهمها، إصلاح التقاعد و رفع سنه و إصلاح الوظيفة العمومية و إدخال التعاقد و رفع الدعم عن المواد الأساسية المستهلكة و تحرير الإقتصاد أمام الإمبريالية المتوحشة، بطريقة فنية تعتمد على سياسة الكيل بمكيالين و استعمال كل الأساليب الملتوية لغايات دفينة معلومة.
ان حزب العدالة و التنمية هو الدراع السياسي لحركة التوحيد و التي عليها أكثر من علامة استفهام و التي ستضل أيديها ملطخة بدماء المغاربة سواء في صراعاتها الطلابية بالجامعات و ليس غريبا ان نرى اليوم زعماء حركة التوحيد هم في الآن نفسه زعماء في حزب العدالة والتنمية، فالقضية هي نفسها و مشروعهم هو نفسه لكن الوسيلة تتغير من أجل الغاية التي خلدها التيار الإسلامي الدموي في العالم العربي و تتلخص في مقولة حسن البنا “نتمسكن حتى نتمكن”، و في التمكين حديث و كلام مستفيض. فماهي نتائج الإختيار الديمقراطي الدي فازت به التجربة المغربية؟
فزنا بأحلام يقضة و ديمقراطية مغلفة باطنها رغبات و ضاهرها خطابات، الأمر الذي لم يعطي نتائج إيجابية، لنرى مشهد صراع ثلاثي القطبية بين حزب العدالة و التنمية مقابل باقي الأحزاب السياسية و الوزارة الداخلية الشيء الذي أفقد الساحة السياسية من مهامها التي وجدت لها كفضاء للترافع عن قضايا المواطنين إلى فضاء حروب طاحنة تجهز على ما تبقى من التجربة الديمقراطية، فشلت فيه كل الأحزاب في مواجهة التحديات فلم تعد معها برامجها تستجيب لتمتطلبات المواطنين .
بل ارتكزت فقط حول الفضائح و لي الدراع و المقايضة و استعمال القطاعات في تدبير الصراعات حتى أن بعض الأحزاب وقفت بقوة أمام مصالح الشعب لسبب بسيط ان الحزب الدي يدير قطاعا ما سيحقق نقاط سياسية قادرة على منحه الثقة و بما ان الديمقراطية لها سلبياتها فإننا وجدنا أنفسنا في بلوكاج شامل لكل المخططات التنموية بالوطن من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه و قد تجسد هدا الأمر في أحداث الحسيمة و أحداث جرادة و إضرابات قطاعات حيوية اهمها التعليم و الصحة ما انتج معه قرارات جزرية من الملك تجاه الوزراء السياسيين .
و أيضا تجاه الولاه و العمال و المسؤولين بشكل مستمر لتصحيح أخطاء المعترك السياسي الوطني الشيء الذي تشبث به باقي مكونات المجتمع المغربي و تجمعت عليه كصمام أمان من مكر السياسيين و حروبهم الوسخة و التي ستنتهي بهم في مزابل التاريخ لان الإختيار الديمقراطي هو اختيار الملك و الشعب و سيسهر الطرفان على تحقيقه بكل انسجام و حب لصرح الوطن … .
مملكتنا.م.ش.س