هدهد محمود هرواك؛ تحت “مجرى الصرف لرصيف الصحافة” قذارات تلوث المغرب

السبت 27 أبريل 2019 - 17:37
هدهد محمود هرواك؛ تحت “مجرى الصرف لرصيف الصحافة” قذارات تلوث المغرب
محمود هرواك من مراكش الحمراء
في المغرب صار لحقل الإعلام و الصحافة طاعون يصيبه بعلة الركاكة و سقم الرصيف في دعارة للثقافة بطلها جرذان تبحث عن محاصيل الإبتزاز و تنقب في الفضائح حتى اختلط على الناس الطيب بالفاسد و الصالح بالطالح؛ لقد صار الكذب الوباء الذي ما وجدنا له غير الأسف علاجا و صارت مهنة المصاعب و المتاعب في محك حقيقي وجدت فيه الدولة نفسها في حيرة بين الرقابة التي قيل عنها أنها متجاوزة؛
و بين الحفاظ على شيئ من مكتسبات حرية التعبير التي أضحت بدورها في امتحان بعد محاكمات مسترسلة لصحافيين بارزين آخرهم السيد توفيق بوعشرين؛ هذا الأخير الذي شكل اعتقاله نكسة و ضربة للصورة المغرب في الداخل و الخارج و مفسدة لحرية التعبير في محاولة لإقبار قلمه مغازلة للمتحكمين الذين تزعجهم كتاباته بعد أن أعطوا للملف صبغة جنائية.
و إذا كانت مدرسة الإعلام الورقية أو التلفزية قد حافظت إلى حد ما على الجزء اليسير و الحد الأدنى من أبجديات المهنة و أخلاقياتها فإنها إلكترونيا تعاني من فطريات تقتاث على الأخبار و تنشر الرديلة و السباب على مرأى و مسمع الوزارة المعنية و النقابات التي لم تعد قادرة على تفعيل العقوبات الرادعة بالشكل المطلوب. بل أبعد من ذلك كثير من الجرائد الإلكترونية لا تملك وصلها القانوني و لا تسجل صحافييها العاملين عند السلطات لأنها تمنحهم بالمقابل فضاء للتمعش و الإسترزاق بنسج علاقات مشبوهة مع عصابات تتحكم في مراكز تسمي نفسها حقوقية
و تعمل على تغليط الرأي العام عبر وقفات احتجاجية مؤدى عنها و من خلال كتابات تنفح منها رائحة المال و الأجر .
زد على ذلك شراء المواقع من الميليارديرات و أولهم عزيز أخنوش الذي بات يحاول التحكم في المشهد الصحافي الإلكتروني و الورقي قبل أن يتلقى الصفعة بمنعه شراء إحدى المجموعات الإعلامية بقرار سيادي تؤكد المدونة مايسة أنه صادر من الملك مباشرة.
إن واقع السلطة الرابعة صار يدق ناقوس الخطر و يستغيث بالدولة في يومنا هذا يوم عيد الشغل لأن الجيل الجديد أصبح يعتقد أن هذه العصابات المتحكمة في قمامة الرصيف هي سفيرة المهنة؛ مهنة لم نكن نسمع عنها سوى النبل و التجرد و التفحص لتصير بسبب أقلام العار شبيهة ببرك مجرى مياه الصرف التي تزعج اليوم سكان فضاءات الأنترنت برائحتها النتنة.
عناوين التسول من أجل جلب المشاهدات و كأن لسان حالهم يقول باللغة العامية “هالعار كليكي” من فضلك أنقر! أمثلة نسردها من قبيل: (فضيحة، عاجل جدا، خطير، مزلزل، شوهة) هذا دون الحديث عن اللغة السوقية و استعمال الدارجة بكلمات ينقصها من الأدب ما ينقص أصحابها من المستوى الثقافي و من التكوين و التربية.
إن المقاطعة السابقة و التي بدأت بوادرها بالظهور اليوم و الطفو على السطح من جديد يجب أن تفرض على الناس ليس فقط مقاطعة منتوجات غدائية بنضال اقتصادي سياسي و لكن أيضا مقاطعة منتوج غداء الفكر و العقل حينما يفسد و يصير ممرضا و ضارا و حينما يصير لحم الناس هدفا له و تعظيم سياسي واحد مقصده.
بصوت الشجب و الإدانة نعري عن واقع كشفناه أمامكم و صار يلازم الصحافة ليسيئ للشرفاء لكن بصوت الكفاءة و النزاهة و العلم نحيي زملاءنا و قراءنا الأعزاء و نكرم عبرهم كل مخلص تبدع أنامله في بسط الحقيقة و نقل الخبر و سن رونق الكتابة لنسافر في سماء الرقي و السمو و لو على حساب المجهول، لأننا لسنا أشرف من خاشقجي و بوعشيرين و أنوزلا و من كل قلم يريدون قطع رأسه.
هم بذلك لا يدرون أننا تبرينا العثرات لنكتب التاريخ بحبر التضحية و الشرف الأجمل.
مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 - 09:10

خطير جدا .. اغتيال مؤجل .. داخل كواليس خطة جزائرية مفترضة لتصفية ممثل “حماس” بالجزائر

الجمعة 5 سبتمبر 2025 - 07:25

الزفزافي يوجّه رسالة جديدة .. مراجعات فكرية وإشارات إيجابية نحو المصالحة الوطنية

الجمعة 29 أغسطس 2025 - 12:47

الهدهد .. لوبيات غاضبة وأقلام مأجورة ضائعة .. المغرب يصنع التاريخ ومن وراء مقالات “لوموند” يَئِن !

الأربعاء 27 أغسطس 2025 - 22:14

الافتتاحية الصباحية .. حين يسقط الإعلام الجزائري في امتحان الحموشي