التعايش الديني ناموسٌ ربّاني و ضرورة اجتماعية لمجتمع إنساني قوامُه الإحترام المتبادل
سعيد لمخنتر – مملكتنا
هو رمضان المسلمين بالمملكة المغربية و هي أرض الإسلام المُسالِمة و هي بقعة من أرض الله الواسعة و ركن مبارك من كتابه المنشور…
نزل قرآن المسلمين المسطُور رحمة للعالمين على قلب رجل من الأميين عظيم ، أبدع في بناء الدولة وأبدع في تنظيم العلاقات داخلها كما أبدع صلوات الله و سلامه عليه في تحديد معالم العلاقات مع أهل المعتقدات غير المسلمين و الذين لا عزم لهم على أذى ولا نية لهم في الحروب و سفك الدماء.
إن الأمة الإسلامية تعيش في وقت دقيق من تاريخها الشامخ ، تاريخ كلما ابتعد عن ميعاد البعثة وميقاتها ادلهمت التأويلات بين أهل العلم في تحديد سماحة العلاقات فالرسول الأكرم ليس بين ظهرانينا و الأمة انقطع عنها الوحي من السماء مما أفرز اجتهادات مارِقة انتصرت للغُلو دون وجه حق و طرقت طبول الكراهية من كل حدب و صوب و خطّأت اجتهادات المسلمين الوسطية بل رمَت بسهام الشرك و الردة بغير علم واسع و لا دليل قاطع.
لقد كانت رحمة التصوف السُنِّي ببلاد المغرب الأقصى رحمة من الله عز وجل علمها من علمها و جهل توفيقها الجلي و نورها الخفي من جَهِلَها مِمّن توارَو خلف نصوص دون غيرها فأرغَدو و أزبَدو من قواميس الجلد و التعصب وفق مناط فقهي ما أنزل الله به من سلطان.
إن المِشكاة المحمدية اللاحبة البينة حكمتُها الطيبُ أصلها و فرعها إلى يوم الدين ، ليلها كنهارها لا تسلك للعنف فِجاجا و ما كان العنف في أمور الناس إلا شان و ما رأَفَ و زَان..
أكتب هذه السطور من ساحة جامع الفنا العالمية والتي صُنِّفَت ثراثا لا ماديا للإنسانية جمعاء ،
هنا إطلالة جامع الكتبية العامر على دنيا التسامح و الإخاء.
هنا الثقة في المستقبل و في موعود الله بالنصر لمن نيته صافية لا كره و بغض يسِمُهَا و لا ضغِينة ولا غدر فيها .
و من المحروسة الحمراء يُرتقب و نحن في أيام فاضلة وليالٍ فُضليات ميلاد جمعية مباركة إقتُرِح لها كإسم : (جمعية السلام للدبلوماسية السياحية الموازية والسلام الديني ).
حفظ الله المغرب في ملكه و شعبه و ثرابه و حفظه من الفتن ما ظهر منها و ما بطن و الصلاة و السلام على الحبيب الفاتح لما أُغلِق والخاثم لما سبق ، ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراط مستقيم.
مملكتنا.م.ش.س