مائدة مستديرة حول تحيين مدونة الأسرة بألمانيا بعد 14 سنة من تطبيقها

عزيز احجيبي
ألمانيا ـــ نظمت التنسيقة الأوروبية لمنظمة المرأة الاستقلالية تحت إشراف السيدة الرئيسة خديجة الزومي، مائدة مستديرة بتاريخ 24.9.2022 بمدينة مونستار الألمانية وذلك استجابة لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره وتماشيا مع ما جاء به خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب الأخيرة، وقد كانت تنسيقية مغربيات العالم قد قامت بلقاءات التشاورية والتي أعطت انطلاقتها منظمة المرأة الاستقلالية بالمغرب فاتحة نقاش مدني مع متخصصين يؤطر لتحيين مدونة الأسرة بعد 14 سنة من تأسيسها وبداية تفعيلها وتطبيقها.
وتجدر الإشارة أن هذه المائدة المستديرة تدخل في إطار مشروع بني على سلسلة من اللقاءات في الدول الأروبية، لتفعيل مشاركة مغاربة العالم في هذا التغيير الذي دعت إليه السدة العالية حيث أجري أول لقاء بإيطاليا بمدينة روما بتاريخ … شارك فيه مجموعة من المحاميين من اصول مغربية وإيطالية ومساعدين اجتماعيين. باحثين جامعيين وممثليين عن المجتمع المدني.
وتلاه لقاء ثاني بفرنسا احتضنته مدينة باريس يتاريخ … قامت بتأطيره الصحفية الفرنسية من أصول مغربية الأستاذة كريمة قدوري مستظيفة فيه خبراء اجانب ومغاربة يتناقشون حول نفس الموضوع مستحضرين الخصوصيات التي تحملها الجالية المغربية المقدمة هناك والمشاكل التي تعيشها الأسرة والمرأة في مجال الحقوق والقوانين. ويـأتي لقاء 12 سبتمبر بمدينة مونستار الألمانية وهو الثالت في هذه السلسلة والمنعقد بمقر جمعية آفاق للثقافة والعمل الاجتماعي، كاستمرارية في هذا الإعداد والمشاركة الفعالة في تحيين مدونة الأسرة.
لقد أدارت النقاش في هذا اللقاء الأستاذة عائشة مفيد أستاذة اللغة الألمانية وكوتش في مجال التشغيل بوزارة الشغل الألمانية بتعاون مع الباحثة الجامعية في مجال الدين والهجرة مليكة بكوس. حيث أنه بعد التعريف بالضيوف المشاركين وهم ثلة من الفاعلين المدنيين بألمانيا ومشاركين آخرين عبر منصة زوم من المغرب أبرزهم مركز الدراسات الأسرية والبحث في القيم والقانون في شخص رئيسته الدكتورة خديجة مفيد،
تدخل السيد دلير صابر مدير جمعية آفاق للعمل الثقافي والاجتماعي الذي عرف بعمل الجمعية الدؤوب في خدمة الأسر المهاجرة بمدينة مونستار الألمانية.
وبعد ذلك تلته في المداخلات منسقة استقلاليات العالم الاستاذة علالي مونية والتي قامت بتقديم الإطار التاريخي لمدونة الأسرة وتوضيح الخلفية التي جاءت بإصلاحات المدونة موضحة أهمها ومؤكدة على أنه حان لإعادة الإصلاح.
كما أشادة في مداخلتها بالخاصية الاستباقية لمنظمة المرأة الاستقلالية التي بادرت بتنظيم ندوة دولية بمقر حزب الإستقلال في شهر أبريل يمشاركة تنسيقية استقلاليات أوروبا بقوة حيث شاركت كل من ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا.
وحرصا من التنسيقية على أن تكون عنصرا أساسيا في النقاش وفي المبادرة الاقتراحية فقد كانت هذه اللقاءات تقوم بمسح ورصد للمشاكل التي تعانيها الأسرة المغربية المهاجرة لتقدم في آخر المطاف مذكرة الاقتراحية لرئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، وقد وقف هذا الرصد واللقاءات التشاورية على العديد من الإشكالات منها :
إشكال الملاءمة بين التشريعات الأسرية الواردة في المدونة وبين التشريعات التي تؤطر الأسرة في المهجر وفي بلدان الإقامة، كإشكال مراعاة مستوى العيش في تحديد النفقة المستحقة، كذلك ثنائية نفس القضايا في الداخل والخارج، قضايا القاصرين المنتزعين من الأسر، زواج المساجد الغير موثق وما يتسبب فيه من تداخلات في الأنساب ومن ضياع للأولاد، إشكال النسب بين القانون الأروبي ومدونة الأسرة والإشكالات المرتبطة بالطلاق، وغير ذلك من الإشكالات الأخرى.
وقد عرفت المائدة نقاشا حيث طرح الحضور أسئلة من الواقع المعاش. وقد اغنت اللقاء بمداخلة جيدة الدكتورة خديجة مفيد رئيسة مركز الدراسات الأسرية من المغرب حيث أعطت مجموعة من التوجيهات والتوضيحات التي يجب أن تؤطر القوة الاقتراحية حسب ما ورد في خطاب العرش الذي أكد على أن الملاءمة لا يجب أن تتجاوز خط التوجه العام للمملكة تحت رعاية الملك وهو احترام مقتضيات النص الديني والثابت منه على وجه الخصوص حيث ذكر صاحب الجلالة أنه لا يحلل حراما ولا يحرم حل وذلك باشارته للمواثيق الدولية.
وتطرقت الدكتورة خديجة مفيدة إلى عدة نصوص في المدونة والتي لها اشكاليات وتستحق الدراسة واعداة النظر فيها والاجتهاد لتسهيل المهام أمام الجالية المغربية.
وقد اثارت مداخلتها هذه تساؤلات الحاضرين بحيث وجهت لها اسئلة مثل السكن للمطلقة ومايشرعه الشرع . بعد ذلك تطرقت السيدة نورا بروكمان عضوة المجلس التنفيذي لجمعية آفاق وعضوة مكتب الدمام بمدينة مونستر ومجلس المساوات وعضو منظمة المرأة الاستقلاليو فرع ألمانيا، برصد المشاكل اللتي تتخبط فيها الأسرة المغربية نتيجة عدم توافق القوانين وخصوصا المرأة والأطفال على سبيل المتال الإشكالية المطروحة في الوقت التي تكون الزوجة تنتظر الالتحاق بالزوج في إطار التجمع العائلي وما ينتج عنه من مشاكل واشكاليات إن لم يتم التوافق.
كما تطرقت لاشكالية النفقة والحضانة والنسب سواءا للأم أو الأب أو الاثنين وخصوصا بما يخص الزواج المختلط.
كانت المداخلة الأخيرة من الاستاذ الباحث محمد عسيلة من فوبرطال بالمانياً وهو ألماني من أصول مغربية، يعيش هناك منذ 36 سنة وهو من الباحثين المعروفين في المانيا باهتمامهم الكبير بقضايا الهجرة والثقافة وقد ذكر في مداخلة قيمة المجتمع المدني كجسر بين المغرب والمانيا للعمل على تواصل سليم في خدمة الجالية وفي العمل على وجود حلول وتوافق ما بين القوانين الشرعية والمسطرة بالمغرب والقوانين الدولية وبلد المهجر وحت على الدور اللذي قد تلعبه المساجد والقنصليات في التفاعل والتواصل والتشريع والنص على تكوين مرشدين متكونين للتفاعل مع الزوجين في حالة الطلاق والعمل على إلإصلح وتطرق اسيد عسيلة إلى عدة نصوص في المدونة واللتي تتطلب اعداة تحديد المعنى.
واختتمت المائدة بالدعوة الى متابعة الحوار في بلدان أوربية أخرى واستخراج العدد الكبير من الاشكاليات الموجودة والعمل على الاقتراحات.
حتما فمدونة الاسرة سترى يوما ما الوجود وسيكتب التاريخ مشاركة مغاربة العالم في الكثير من الدول.
مملكتنا.م.ش.س
مواضيع ذات صلة

الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية يستقبل نائب الأمين العام الأممي لعمليات السلام

المغرب يستضيف النسخة الرابعة من المؤتمر الدولي للصحة العامة في إفريقيا

مراكش .. جرائم غسل الأموال تشكل تهديدا للنسيج الاقتصادي والاجتماعي وتقويضا لرهانات التنمية (السيد الداكي)
