تأتي الذكرى السادسة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس العرش المغربي وسط استمرار المغرب في تقديم النموذج الاستثنائي في إدارة شؤونه في محيط عربي وإقليمي ودولي مضطرب، ووسط تحدّيات جعلت خطاب الملك في عيد العرش السادس عشر يكون أكثر حزما وحسما خصوصا تجاه الحكومة التي يطالبها بالمزيد.
أكّد الملك محمد السادس أن “الاحتفال بهذا العيد ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يحمل دلالات قوية، تجسد عمق عهود الولاء والوفاء، المتبادلة بيننا، وروابط البيعة التي تجمعك بخديمك الأول، والتي لا تزيدها الأيام إلا قوة ورسوخا”.
والتحمت روابط البيعة بين الملك محمد السادس والشعب المغربي قبل ستّة عشر سنة، وبالتحديد يوم 30 يوليو 1999، تاريخ الانتقال السلس للحكم في مغرب جديد ذي قاعدة شبابية متطلعة إلى التغيير والديمقراطية والعدالة، سياسا واجتماعيا وتنمويا.
وبشهادة الخبراء الدوليين ومن خلال حقائق يلمسها كل من يزور المملكة، نجح المغرب في أن يكون الاستثناء في منطقته عبر ترسيخ ميثاق أخلاقي مبني على الثقة والصدق المتبادلين بين الملك والشعب.
وهذا الميثاق هو الذي يمنح خطاب الملك في عيد العرش أهمية كبرى، حيث ينظر إليه المغاربة باعتباره تقييما لحصيلة سنة من العمل والإصلاحات ومناسبة لتصحيح المسارات ومعاقبة من يحيد عنها أو يسعى لعرقلتها. وللخطاب أهمية خاصة في الأجندة السياسية للبرلمان وللحكومة فللملك صلاحيات “ضمانية” لعمل الحكومة.
وبدا واضحا في الخطاب السادس عشر أن العاهل المغربي استخدم صلاحيته الضمانية لحث الحكومة على بذل المزيد، “لأن كل ما تم إنجازه، على أهميته، يبقى غير كاف، ما دامت هناك فئة تعاني من ظروف الحياة القاسية، وتشعر بأنها مهمشة، رغم كل الجهود المبذولة”.
وبالتركيز على النقائص أكثر من الإنجازات، يعمل الملك محمد السادس على تذكير الحكومة بأن مذهب المغرب في الحكم يقوم على خدمة المواطن، وتحصين هويته، وصيانة كرامته، والتجاوب البنّاء مع تطلعاته المشروعة.
مملكتنا .م.ش.س