مدينة مكناس العاصمة الإسماعيلية للمملكة
مدينة مكناس “العاصمة الإسماعيلية”، وذلك نسبة إلى المولى إسماعيل، أحد ملوك الدولة العلوية، الذي اتخذها عاصمة للدولة خلال توليه الحكم مدينة مغربية تبعد عن العاصمة الرباط ب 130 كليو متر شرقا، وعن مدينة فاس ب60 كيلو متر تقريبا.
عرفت بمنطقة فلاحية خصبة كما تعتبر قديما منطقة عبور واستقرار لأنها ملتقى الطرق التجارية التي تربط بين كثير من الجهات. ارتبط اسمها بالزناتين (قبيلة من قبائل الأمازيغ) الذين استوطنوا وسط المغرب وسهل سايس .
ازدهرت المدينة في عهد المرابطين الذين شيدوا بها مسجد النجارين، وأحاطوا المدينة بسور. وفي عصر الموحدين ازدهرت المدينة عمرانيا؛ وقاموا – أي الموحدين- بتزويد المدينة بالماء وذلك بنظام متطور لتلبية حاجيات المساجد والحمامات والسقايات ، وظهرت أحياء جديدة مثل حي الحمام الجديد وحي سيدي احمد بن خضرة.
أما في عهد الدولة المرينية فقد قدم عدد كبير من الأندلسيين إلى مكناس بعد سقوطها؛ وشيد السلطان المريني أبو يوسف يعقوب (1269م- 1286م) قصبة خارج المدينة لم يبقى منها إلا مسجد المعروف بلالا عودة.
في هذا العهد بنيت كثير من المدارس العتيقة مثل: مدرسة فيلالة، ومدرسة العدول، والمدرسة البوعنانية، كما شيدت مساجد منها مسجد التوتة، ومسجد الزرقاء؛ وكذلك خزانة الجامع الكبير ومارستان الباب الجديد، وحمام السويقة.
ورغم كل الدول التي حكمت المغرب فإن المدينة لم تزدهر ويكون لها الشأن الكبير إلا في عهد الدولة العلوية في فترة حكم السلطان إسماعيل (1672 حتى 1727 م) لأنه اتخذها عاصمة لدولته.
شيدت في هذا العهد بنايات كثيرة لها طابع ديني مثل مسجد باب البردعيين الذي سقط في السنة الماضية بسبب الإهمال، ومسجد الزيتونة ومسجد سيدي سعيد كما أنجز السلطان إسماعيل حدائق عديدة (البحراوية- السواني) وإسطبلات للخيول ومخازن للحبوب وصهريج لتزويد الأحياء بالماء، وأحاط المدينة بسور تعلوه عدة أبراج عمرانية، وأبواب وأشهرها باب منصور وباب البردعيين ، عرفت بمدينة مكناس بمحصولها الكبير من الزيتون حتى سميت بمكناسة الزيتونة.
مملكتنا .م.ش.س