للـــــورد ميدان وأكشاك وعشاق وأغان في الــربـــــــاط

الأحد 31 يناير 2016 - 23:26

للـــــورد ميدان وأكشاك وعشاق وأغان في الــربـــــــاط

  • الورد لغة لمخاطبة العواطف والمشاعر، فأنواع الزهور وألوانها تعبّر بشكل عام عن الحب ولا يفهمها إلا العشاق والمحبون، فهي تحاكي الروح والعقل والوجدان معا وترتبط الورود ارتباطا وثيقا بالمرأة لكونهما يجتمعان في الكثير من الصفات منها الرقة والرومانسية والدفء والشفافية.

لن تستغرقك الأفكار وأنت في طريقك إلى وسط مدينة الرباط، فكل أفكارك المؤرقة ستنساها عندما تبلغ ساحة الزهور المسمّاة بـ”بلاس بيتري”، وستلفت نظرك باقات الورود الملونة، وستستمع إلى صوت فيروز يشدو من إحدى كابينات بيع الزهور “درج الورد.. مدخل بيتنا، روح يا بلبل واسأل على السطوح، ورق الورد يغمر بيتنا”.vv11

بلاس بيتري وسط مدينة الرباط تجد فيها أنواع باقات الزهور التي تريدها، باقات للمحبين الجدد، وللخطيبات والزوجات الغاضبات من أزواجهن، فكم من باقة زهور جميلة أطفأت غضب زوجة أو ابنا غير مطيع، وباقات زهور للوفود الرسمية وأخرى لأعياد الميلاد، وباقات زهور للمرضى وهناك باقات زهور للحزن أيضا.

الفنان التشكيلي العراقي حسني أبوالمعالي عندما قرر الاستقرار بمدينة الرباط قبل ثلاثين عاما، اختار شقة تطل على بلاس بيتري، وفي كل صباح كان ينظر من شرفة شقته ليرى باقات الورود، ويرى الذاهبين إلى أعمالهم يمتّعون أبصارهم برؤية الزهور الملونة، وقد رسم الكثير من لوحاته في مكانه الأثير بـ”شرفة شقته المطلة على بلاس بيتري”، وغادر المغرب ليعود إلى وطنه العراق تاركا لوحاته لدى محبي فنه، وقد امتلأت برسوم ورود ساحة بيتري.v1

ويقول بائع الزهور رشيد غربال إن “أسعار باقات الزهور مختلفة باختلاف الفصول وخاصة عند شح كميات الأمطار أو غلاء الأسمدة والبيوت البلاستيكية في السوق، حيث يصل سعر الزهرة الواحدة إلى 8 دراهم (دولار واحد) في حين يبلغ سعر باقة الورود من نوع ورد القرنفل 6 دولارات، فهذا النوع من الورود زهيد الثمن، أما بالنسبة إلى زهور الدابيار، وهي تشبه زهور الجوري الحمراء، فإن سعرها يصل إلى 160 درهما (20 دولارا) وهناك باقات زهور يتراوح ثمنها بين 500 و600 درهم مغربي.

ويضيف غربال أن سي محمد، صاحب كشك بيع الورود في بداية الساحة، سيساعدك على الاختيار المناسب، إذ أن “كل مناسبة، كما يقول، لها زهورها الخاصة”، فإهداء باقة زهور في مناسبات مثل الأعراس تختلف عن باقة زهور تُهدى من زوج يريد تذكير زوجته بأيام خطوبتهما أو تذكيرها بسعادتهما بأول لقاء تم بينهما، فزهور الأوركيد الحمراء أو الجوري تهدى عادة لتهدئة خواطر الزوجة الغاضبة من زوجها، وزهور الأستر البنفسجي للخطيبات الغيورات، وزهور عصافير الجنة البرتقالية للحماة النكدية، أما باقات الزهور المهداة إلى الأمهات الغاضبات من (أبنائهن أو بناتهن)، فأفضل ما تُهدى إليهن باقات زهور الزنابق البيض”.v222

ويقول السمهوري بائع زهور “بضاعتنا رقيقة ولا يمكنها الانتظار طويلا، وهناك أنواع من الزهور تصمد لأيام، ولكن هناك باقات زهور نأتي بها في الصباح ونصطحبها معنا في المساء إلى بيوتنا، فهي بعد ساعات قليلة من عرضها لا تصلح للبيع، إذ أنها تفقد كل صفاتها التي يحبها المشتري، كالعطر واللون المشبع بالنضرة”.

يذكر أن المحلات الخشبية لساحة بيتري تقع في مكان ضيق محصور بين مجموعة من الدكاكين، بين مجازر ومطاعم، وتطل على نفق واسع فيه مقاه وكاليرات للرسم.

وقبل سنوات لم يكن بائعو الزهور في هذه الساحة يمتلكون هذه الأكشاك الخشبية، إذ كانوا يفترشون الأرض بباقات زهورهم، ولديهم أكشاك بدائية متفرقة بالساحة يحفظون فيها باقاتهم في المساء، ولكن قبل سنتين تم إنشاء هذه المحلات الخشبية بشكل منتظم على جانبي الساحة.v3

ووزعت هذه المحلات على البائعين بنظام الكراء، وتركت المساحة بينها لمرور المتجولين والمشترين وهناك مطالبات رسمية حالية بنقل سوق الزهور من بلاس بيتري إلى مكان قريب من مسرح محمد الخامس، حيث أن المكان الجديد يبعد عنها أكثر من مئة متر، ويخشى البائعون أن يفقدوا زبائنهم بهذا الانتقال للمكان الجديد، فقد ألفوا المكان وألفت الزبائن محلاتهم.

ويقول سعيد المنصوري، وهو أحد موردي الزهور لسوق النوار في ساحة بيتري، إن “أنسب الأوقات لبيع الزهور هو فصل الخريف، حيث لا تؤثر الحرارة الشديدة على الزهور كما البرد الشديد، فكلاهما يؤثر فقط على نظرة المشتري للزهور المعروضة للبيع بالرغم من أن بيعها في هذا الوقت ليس جيدا جدا، فهو يعتمد على عوامل كثيرة من بينها كثرة الوافدين إلى الساحة أو قلتهم، وعلى كثرة المناسبات كالأعراس واحتفالات نهاية العام”.v4

الفنانة المغربية التشكيلية ربيعة الشاهد استلهمت راقصات باليه لوحاتها الشهيرة من “مارشيه النوار” هذا، فقد رأت بعين الخيال الموظفين الذاهبين إلى أعمالهم بين باقات الزهور يرقصون في قلب بستان الزهور، فتحولوا في لوحات كثيرة لها إلى راقصين باليه يحملون باقات الزهور إلى رفيقاتهم الطائرات في فضاء لوحاتها، كانت فرشاتها ترسم ما تراه وما لا تراه، “زهور بلاس بيتري والمحبون يرقصون بين باقات الورود”.

الشيخ الراضي بائع الزهور وقد أمضى سنوات كثيرة في هذه التجارة، كان يستمع إلى تسجيل غنائي لعبدالوهاب في الظهيرة يردد فيه “يا ورد مين يشتريك … وللحبيب يهديك” قال مازحا، لن يشتريك يا ورد ويهديك للحبيب أحد، حتى نهاية الشهر بعدما يستلم الموظفون رواتبهم! 

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الخميس 13 فبراير 2025 - 08:08

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

الأربعاء 12 فبراير 2025 - 08:32

توقعات أحوال الطقس اليوم الأربعاء

الإثنين 10 فبراير 2025 - 08:55

توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين

الأحد 9 فبراير 2025 - 08:07

توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد