هزيمة إنتخابية مفاجئة لرئيس غامبيا تفقد المغــــرب حليفا إفريقيــــــا
في نتيجة مفاجئة، اندحر يحيى جامع، رئيس غامبيا، في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد؛ وذلك بعد هيمنته على الحكم في هذا البلد الذي يقع في الغرب الإفريقي، حيث انتخب الشعب الغامبي آداما بارو رئيسا للبلاد بـ45.5 في المائة من الأصوات، مقابل 36.7 في المائة لجامع.
واعتبر مراقبون أن هزيمة جامع في الانتخابات الرئاسية تعد مفاجأة كبرى، بالنظر إلى أن التوقعات كانت تشير إلى فوز كاسح للرئيس الذي سبق له أن تعهد بحكم بلاده مدة “مليار سنة”، في دلالة على أنه لا يوجد من ينافسه على منصب حاكم غامبيا.
ويبدو أن الغامبيين بهذا التصويت قرروا التغيير في قمة هرم السلطة، واستبدال حاكم استولى على السلطة من خلال انقلاب قبل 22 عاما، وفضّلوا عليه خصمه المعارض أداما بارو الذي سن خطابا عاطفيا استمال فيه ناخبي بلاده.
وقالت مصادر إعلامية محلية متطابقة إن آلاف الغامبيين أبدوا حبورهم حيال اندحار جامع الذي كان ينوي البقاء في السلطة سنوات عديدة مقبلة، وخرج الناس في احتفالات بهزيمة رئيسهم الأبدي في شوارع العاصمة بانجول المدينة الساحلية الهادئة المعروفة باستقطابها للسياح الأجانب.
وأدلى الناخبون في غامبيا بأصواتهم، أول أمس الخميس، وسط انقطاع كامل للأنترنيت وجميع الاتصالات الدولية، وفي خضم إغلاق الحدود البرية للبلاد في انتخابات شكلت التحدي الجدي الأول لجامع منذ أن استولى على السلطة في انقلاب سنة 1994.
ووعد بارو، الذي وحّد واستقطب المعارضة في غامبيا للمرة الأولى، بإحياء الاقتصاد الذي يدفع ركوده آلاف الغامبيين إلى الفرار إلى أوربا بحثا عن حياة أفضل. كما وعد الشعب أيضا بإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان، والتنحي بعد ثلاث سنوات لإعطاء دفعة للديمقراطية.
ويرى مراقبون أنه بذهاب جامع وخسارته للانتخابات يكون المغرب قد فقد حليفا مهما كان يعلن بصراحة تأييده لمبادرة المغرب القاضية بإرساء الحكم الذاتي لحل مشكلة الصحراء، فيما يرى البعض أن الموقف الغامبي حيال هذه القضية لن يتغير بالرغم من مغادرة جامع ومجيء زعيم المعارضة.
وسبق لغامبيا أن أعلنت غير مرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب تعد الإطار الوحيد لتسوية قضية الصحراء، ووصفتها بكونها “مبادرة متبصرة وذات مصداقية”. كما أن الحكومة الغامبية أشادت مؤخرا بالإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في مجال حقوق الإنسان، والتنمية السوسيو اقتصادية بالصحراء وباقي مناطق المملكة”.
مملكتنا.م.ش.س/هسبريس