دنيا بوقشقوش القروية الجبلية .. رهان بنعبد الله بالجوهرة الزرقاء وأصغر مرشحة لقبة البرلمان
محمود هرواك
مراكش ـــ على ارتفاع مئات الأمتار عن سطح البحار وبين قمم الجبال العالية الشاهقة؛ كُتب لها أن تترعرع .. وكأنه فأل خير يتنبأ بالسمو في أضغاط رؤيا مستقبلية باتت قابلة اليوم قريبا للتحقق، بمجد وشيك في تعداد الزمن السريع العبور، المتسارع نبضا دقات وومضات المرور! ذاك أيها الأحبة القراء؛ في مناخ جبلي قاسٍ قساوة طبعها القروي الحاد! جاف يرتوي برطوبة الألفة التي ورثتها باكرا عن الآباء والأجداد! لكن كل ذلك لم ينل فجرا من سَلِيقة إلهامٍ مرهف تتمتع به في الحس، وجِبِلّة عذوبة توسوس لها في الاختيارات المصيرية؛ أشبه ما تكون بعذوبة مياه الصفاء الزكية النقية لشلالات تلمع بين فجاج المنطقة.. زانها وزادها في ذلك كله عشق القراءة؛ وهي صديقة آثرت على نفسها أن تصطفيها من الهوايات خليلة ومن ثمة رفيقة! أكان عشقا راسخا منذ نعومة الأظافر لرمز الكتاب!؟ أم صدفة في حياة لا تعترف عند العظماء بالصدف!؟
إنها تلك الفتاة التي أكملت لتوها سن الواحد بعد العشرينية ربيعا من عمر الزهور، وهي تلك التي نذرت نفسها على صغرها للدفاع عن مواطني جلدتها من مسقط الرأس بكل الحبور و أجل بل أعظم السرور..
من قرية صغيرة تابعة لجماعة قروية تسمى “بني رزين” ضمن النطاق الترابي للجوهرة الزرقاء؛ “شفشاون”.. لمع نجم الجبلية التي تعتز بكنه الأرياف المتجدرة من حضارة ضاربة في عمق التاريخ.. “دنيا بوقشقوش” أو “بنت الشعب” وسليلة الطبقة العاملة المكافحة.. نعم هي تلك! سفيرة القرية التي تنفست في قممها وبين ربوعها هواء الحرية مدافعة عن روايتها البهية ببساطتها المطروزة بسحر التراث والطبيعة كما التحدي.
من مواليد الخامس والعشرين من شهر أبريل نيسان برج الثور؛ تخط بمداد الفخر قصة أنثى حالمة طواقة لنفَس عليل ونسمات من التحرر، حاملة لعزيمة الدفاع عن المستضعفين والفقراء والمسحوقين من سكان المناطق القروية.. بصوت نسائي قليلا ما يُسمع صداه في بيئة ذكورية ومجتمع محافظ، لكنها كسرت عرف الجهل المقدس باكرا ونزعت أغلال القيد والتمييز ضد المرأة منذ البداية في أحلام راودتها بدخول سلك الشرطة..
الطالبة في سلك القانون سرعان ما انتقلت لحلم أكبر على مقاس أفضل مقتحمة مضمار السياسة لتجد في ثنايا الكتاب منبرا للترافع بعناد الكبار عن كل ما يشغل بالها وبال شعب شفشاون؛ شعب ستمثله كأصغر مرشحة برلمانية من البوغاز إلى الصحراء، بعد أن حازت ثقة رفاق نبيل بنعبد الله مبرهنة عن علو كعب وتميز أحرج كثيرا ممن يكبرونها سنا ويفوقونها خبرة، متحدية المال والأعيان ومقنعة بالكافي كما الشافي أنها أهل للمباراة على مقعد يمثل المكان ويحمل صوته بجذارة وتجذر لترسيخ العدالة الاجتماعية والمجالية والرتقاء بالإقليم والجهة إلى مصاف التنمية الحقيقية.
مملكتنا.م.ش.س
