محمود هرواك.
غاب الكُتّابُ الحقيقيون من الصحافيين عن المَفْحَص وغَاب معهم القلم الجميل الرسم، الحاد المَنْزَل على الورق.. فاختلطت بذاك الألوان على المتابع وكثر المداد الغير النافع.. قَلّ النّقْرُ الذي يَشْرح ويُشَرِّح العطب في الجسم المجتمعي فاتحا الجراح كمقص الطبيب الجَرّاح واستبدل بطلاء الأظافر تجميلا لأنامل ما صار يهمها المضمون بقدر ما تبتغي المانيكير الإشهاري والبيديكير الفضائحي.. !
هل تم تغييب الكُتاب أم هم من اختاروا منفاهم وعزلتهم عن متصفحنا وشاشاتنا !؟
الحال جوابا.. أن كثرة اللغط ومعه الميل للصورة على الكتابة وتقاطُر الشرائط زخات فيضانية… كلها عوامل حاصرت كثيرا من المناضلين والمثقفين الذين يشهد لهم ماضيهم الإبداع؛ لكنهم استسلموا للغرق في وحل الصورة مغترين بزورق المتابعات واللايكات على يم مواقع التواصل وشلالات المنصات..
تلك التي جعلت الصحافي يصبح مؤثرا والمؤثر صحافيا.. في خلط بين العذب والأجاج على خارطة الكوكب العنكبوتي والفضاء الإعلامي.. وكأنها صبغتهما بالأزرق دون تدقيق في نسبة الملوحة ولا في مكنون الكنوز التي تختبئ في قعر الأعماق..
لقد آن للكتاب من الصحافيين والمثقفين أن يعودوا بقوة للمكتوب وهو القدر المكتوب.. وأي من ذلك لا يمكن أن يكون لزاما سوى بعناية الماضي على واجهات محترمة وأغلفة شفافة.. لأن صناع القرار لا زالوا يقرأون خلافا لما يعتقده كثير في زمن تناسلت فيه الحمير ولادات الأنكر من أصواتها..
والسياسي كما صانع القرار يحتاج كلاهما كغيرهما من الفئات المثقفة أو المطلعة تجاوزا على الأقل.. ! إلى سطور قوية تستفز التفكير الجماعي وتصنع الفارق في صغير الأمور وكبير الشؤون على حد سواء..