مغامِرة الإبداع في مجسات نبضه هي ! عن فاتن اليوسفي نتحدث ..

الجمعة 2 يونيو 2023 - 20:05

محمود هرواك

من فضول إلى تنقيب ومن ثمة إلى استكشاف فاكتشاف.. هكذا كانت أعمال كاتبة سيناريو مغربية جسرا قادني للكتابة لها!

من أي كوكب أنتِ يا فاتن !؟

في عالم السينما والدراما، هناك بعض الكتّاب الذين يتميزون بقدرتهم الفريدة على صناعة قصص تأسر القلوب وتثير العواطف.. ومن بين هؤلاء الموهوبين، نجد اسم السيناريست #فاتن_اليوسفي الفنانة والكاتبة المغربية التي استطاعت أن تنسج شبكة من الأعمال المميزة التي أسرت المشاهد وأبهرت النقاد.. وبالنسبة لي شخصيا تعد هذه الكاتبة من الآن قامة مرموقة في مجال كتابة السيناريو ونقلة تاريخية في رسم معالمه الجريئة الجديدة في المغرب..

لقد أسالت أعمال فاتن الكثير من المداد لكنها أبانت قبل ذاك عن علو كعبها في فن السرد والتواصل الدرامي.. وارتباطا بالنقاش في تدوينتي السابقة أجد أن هذه الكاتبة تستحق الاحتفاء والتنويه والتقدير لما قدمته من إبداع وتفوق في عالم الدراما التيليفيزيونية ولا يمكن لقلمي أن يمر على ما تفعله مرور الكرام..

راقبت بشغف وتمعن أغلب أعمال فاتن بدءا ب”المكتوب” وانتهاء ب “عايشة” فوجدت أن تميزها لم يكن وليد الصدفة ذلك أنه مؤسس على العناصر التالية التي أعتبرها نقط قوة قلما نجدها في سيناريست مغربي أو مغربية..

أولا بناء القصة وتوظيف العناصر الدرامية:

إن مهارة فاتن تتجلى في قدرتها الفريدة المبدعة على بناء قصص مشوقة ومثيرة للإعجاب.. إذ تأكدت أنها تعرف كيف تجذب الجمهور وتحتفظ بانتباههم من خلال تقديم أحداث ذكية ومفاجئة تجعل المشاهدين يترقبون الأحداث المقبلة بشغف.. وليس هذا فقط بل تنسج صديقتنا المقتدرة ببراعة خيوط القصة، وتعتني بتطور الشخصيات وترسيخها في عقول المشاهدين، مما يجعل من العمل الدرامي ذا طابعٍ إنساني واجتماعي عميق.. تستخدم فاتن التي فتنت عقلي بفطنتها وشدت وقتي بنباهتها العناصر الدرامية بشكل متقن، مثل التوتر والصراعات الداخلية والتغييرات المفاجئة في القصة، لتعزيز التشويق وإضفاء الحماس على الأحداث.

ثانيا تنوع الأعمال:

تتميز كاتبتنا بتنوع أعمالها، حيث تجسد في كل عمل درامي عالمًا مختلفًا وشخصيات فريدة.. تتحدى هذه الكاتبة القوالب التقليدية التي سكنت العرف المجتمعي وتسعى لاستكشاف مواضيع جديدة ومثيرة.. فتارة تتناول القضايا الاجتماعية الهامة مثل العدالة والمساواة والتفاوت الطبقي.. وتارة تسلط الضوء على الثقافة والتراث المغربي.. وذلك مرده حتما لقدرتها رسم صور واقعية للشخصيات وإيصال رسائل عميقة، مما يترك لكلينا؛ نحن معاشر الجمهور كما لأعمالها؛ أثرًا قويا في نفوسنا محفزة إيانا على التفكير والتحليل..

ثالثا الإبداع والتجربة:

تتميز فاتن بروح الابتكار والتجربة، حيث لا تخشى من الخروج عن المألوف واستكشاف أفكار وأساليب جديدة في كتابة السيناريو.. تستخدم هذه المرأة الطموحة تقنيات سرد غير تقليدية وتجمع بين عدة أنماط درامية لتخلق تجربة فريدة وممتعة للمشاهدين.. ناهيك على أنها تعتمد على القوة الروحية والفكرية للدراما لتوصل رسالتها وتثير الانتباه والتأمل.

رابعا تأثير الأعمال:

لا يمكن إنكار أن أعمال هذه الكاتبة تعكس تأثيرًا كبيرًا على الجمهور والمجتمع أكان متفقا أو مختلفا معها.. ورأينا كيف حظيت أعمالها بشعبية كبيرة ومتابعة واسعة خلفت نقاشا جادا وحادا.. حيث ينتظر الجمهور وأنا أولهم بفارغ الصبر أعمالها الجديدة.. بفضل قدرتها على خلق تواصل قوي مع المشاهدين وقد قرأت مقالات صحفية تطرقت لها وأبهرني ذكاؤها في إحداث تأثير إيجابي في وجدان الجمهور وتشجيع التفكير والحوار حول القضايا الخلافية..

باختصار، فإن فاتن اليوسفي أضحت اسما يزن الذهب في بورصة كتابة السيناريو المغربية وقد أثبتت نفسها كسيناريست أقل ما يقال عنها أنها متميزة ومبدعة… ومن خلال أعمالها المتنوعة والملهمة، استحقت عندي وأرجو أن يكون عندكم كذلك الاحتفاء والتقدير والإشادة.. إبرازا لعلو كعبها في فن السرد والتواصل الدرامي، مما يجعل من مشاهدة أعمالها متعة حقيقية ومثيرة.. إنها اليوم مكسب كبير لنا في مجال الدراما التلفزية، ونأمل أن تستمر في دروب الإبداع مواصلة تقديم أعمال استثنائية تلهم الآخرين من زملائها وتحقق النجاح والتأثير الإيجابي.

لذا، فإنه من الضروري تشجيع هذه الكاتبة الموهوبة على مواصلة رحلتها الإبداعية، وتقديم الدعم من قبل الجمهور والمجتمع وكذا ذوي الاختصاص.. لأنها قدوة ومصدر إلهام للكتاب والمبدعين الآخرين، ونتطلع إلى رؤية المزيد من الأعمال المذهلة التي ستحمل بصمتها الخاصة وتستمر في إثراء الساحة الثقافية والفنية.

فلنستلهم من هذه الكاتبة المغربية الرائعة، ولندعم ونشجع المواهب المحلية، فالإبداع لا يعرف حدودًا وقدراتنا لا تتوقف عند الأفق. ✌️

مملكتنا.م.ش.س

Loading

مقالات ذات صلة

الإثنين 3 فبراير 2025 - 09:18

ابن كيران .. عودة إلى الواجهة أم محاولة للهروب من الإرث الثقيل ؟

الأربعاء 22 يناير 2025 - 15:42

الإشادة بالإرهاب .. عندما يصبح الإرهاب بطولة في أعين البعض

الإثنين 13 يناير 2025 - 10:23

النجم السياسي !!

السبت 4 يناير 2025 - 16:35

“ الجزائر .. تسابق الريح لتبقى في مكانها ! ”